عبق الشهادة المباركة

 

عبق الشهادة المباركة

اليوم هو الثلاثاء العاشر من شهر نيسان من العام 2013 والساعة تشير الى التاسعة صباحاً حسب التوقيت الزمني بيننا وبين الوطن الحبيب لبنان على سبيل المثال سبعة ساعات أي أن الساعة الآن في لبنان هي الرابعة بعد الظهر.

حملت لنا الأخبار من ذلك الوطن العزيز يوم أمس الاثنين في 9 نيسان 2012 خبر استشهاد الزميل المصور الشهيد علي احمد شعبان الذي يعمل في قناة الجديد الفضائية اللبنانية أثناء وجوده في منطقة الحدود اللبنانية السورية على مقربة من احد المعابر بين البلدين المحاذية للشمال اللبناني.

على الرغم من الخسارة الفادحة باستشهاد هذا الشاب الوحيد لأهله بين ثلاث شقيقات فُجعن بفقدان الأخ الوحيد، إضافة إلى أم ثكلى بفلذة كبدها، وأب مفجوع أيضا بفقدان ولده الوحيد في هذه الحياة.

تابعت في الوقت المتاح لي بين مشاغل هذه الحياة وهمومها الكثيبة التي لا تنتهي متابعة تفاصيل هذا الخبر حيث قامت أدارة تلفزيون الجديد بتعليق برامجها العادية وتحولت إلى استديو مفتوح للتواصل مع مراسليها المنتشرين في كل مكان للحديث عن هذا الخطب الجلل باستشهاد مصور شاب لم يصل حتى الثلاثين من عمره وكان يتهيأ لإعلان خطوبته يوم الأحد في 15 نيسان من هذا الشهر ،  ولكن القدر لم يمهله وتعرض لهذا الحادث الأليم والمستنكر مما أدى إلى استشهاده وإصابة رفيقين له في ذلك الحادث وهو أمر أدمى قلوبنا وقلوب جميع من شاهد تلك الحادثة المؤثرة والمؤلمة على الجميع إلى أبعد الحدود.

يبدو أن الأمر يظهر غريباً بعض الشيء وخصوصاً على صعيد وطننا الغالي لبنان وكأن البعض ينتظرون جنازة ما ليشبعوا منها لطم وعويل مثلما يقول المثل الشعبي العامي.

فبقدرة قادر يتحول البعض إلى كل شيء فيتم استضافة شخص ما على الهواء الطلق مباشرة فيتحول هذا الضيف وان كان له صفة مهنية ما ،  فتراه يتحول إلى محلل سياسي، وخبير عسكري واستراتيجي، ومن ثم يحدثك عن القضاء فيصبح هو المحامي والقاضي الذي يصدر الأحكام وهو أمر لعمري مستنكر وغير مهني على الإطلاق وبعيد كل البعد عن التعامل الحقيقي والإنسانية الحقة.

فيا حبذا لو يريحنا بعض  هؤلاء  الجهابذة فطاحل عصرنا من ثرثرا تهم السخيفة والغير مبررة أمام حضرة الشهادة والدم والرهبة.

فلا اعرف ماهية وجود عشرات الكاميرات سواء التلفزيونية أو الصحافية العادية أمام أم تنتحب وثُكلت بوحيدها لتصويرها ونقل صورتها إلى العالم بأسره أو محاولة استنطاق شقيقة فقدت أغلى إنسان على قلبها أو فتاة كانت ستصبح عروس في اقل من أسبوع وإذا بكل الأحلام الجميلة والسعيدة تتلاشى أمام القدر الغادر الذي لا يترك للفقراء والمعذبين حتى الأحلام!!

أنها دعوة صادقة من قلب يتألم لعذابات الإنسان وهمومه من مشارق هذه الأرض ومغاربها ولا سيما وطننا الحبيب المعّذب لبنان التي شاءت الأقدار له كل هذه الهموم والآلام  وكأني به يتألم كما  تألم  من كان على صليب الجُلجلة.

رحم الله الشهيد المصور علي أحمد شعبان ابن بلده جياع والذي دفن ثراه الطاهر في   ارض  جبل  عامل  التي أحبها لدرجة الالتصاق الأبدي بثراها الطاهر الحبيب.

 

علي ابراهيم طالب/وندسور/كندا

الثلاثاء 10 نيسان 2012

                                على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                              الجمعة   3   أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
10 years ago

كل قصصك وكلماتك اكثر من روعة .

صديقة ومعجبة من لبنان .

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x