علي  إبراهيم   طالب
المهاجر الجديد
العدد 175 تشرين اول / أكتوبر
2008
حياتنا الحاضرة التي نعيشها بكل حلوها ومرها هي عبارة عن سلسة طويلة ومتشابكة إلى أبعد الحدود من الأفراح والأتراح والملمات تمر في حياة كل انسان يعيش على أرض هذه المعمورة المترامية الأطراف .
تنتاب المرء مشاعر السعادة والغبطة في حالات كثيرة   ، البعض يفرح عندما يرزق بمولود أو مولودة ، البعض تكمن فرحته في حالات النجاح في الدراسة والعمل والحياة بشكل عام ، شخص آخر قد تكمن علائم السرور والحبور عندما يوّفق بالحصول على عمل جديد يلبي طموحاته ورغبته في التقدم في العمل وبالتالي النظر إلى الحياة من منظور خاص ومميز ، وربما يقول شخص أن أكبر سعادة في هذه الدنيا تكون عندما يكون المرء في حالة رضى الوالدين عليه وهي لا شك من أسمى الحالات الإنسانية في هذه الحياة لأن رضى الوالدين تحديداً هو من رضى الله تعالى والباري عز وجل .
وهل هناك أجمل وأقدس من قول الرسول الأكرم (ص) عندما يقول إن الجنة تحت أقدام الأمهات ؟ أية قداسة وجمال ومهابة تلك .
* قد يقول قائل إنه يحترم كل ما تقدم من حالات السعادة والفرح ولكنه يعتبر ان الفوز بزوجة طاهرة ومحترمة تفهم معاني الحياة بكل أبعادها هو أمر يظلل الحياة الزوجية المشتركة بكل علامات الحب والوفاق والهناء .
من المؤكد أن الحياة فيها الكثير من الأمور السعيدة ولكن بالمقابل تواجهنا حالات الفشل والمرض والمشاكل العديدة والموت الذي يأتي مسرعاً كلمح البصر يخطف منا الأحبة ويمضي مسرعاً غير مكترث عما سببه من آلاف وأحزان قد تستمر في قلوبنا ونفوسنا لأوقات وأجبال كثيرة .
على مدى ١٧ عامًا من وجودي في بلاد الغربة هذه كنت أدعوا ولم أزل وعلى الدوام في أي مكان ومناسبة وزمان بالحفاظ على إنسانية الإنسان بغض النظر عن اللون والجنس والعرق لهذا الإنسان الذي كرمه الله تعالى وميزه عن باقي المخلوقات الموجودة في هذا العالم ، بأن أعطاه العقل والإدراك لمواجهة الحياة بكل حس إنساني وبشري وجعله يميز بين الخير والشر والعدل والظلم والحق والباطل .
من الجميل والمفيد أن يشعر كل إنسان بالعزة والكرامة والقوة في الحفاظ على إنسانية دون أن تستعمل كل الصفات الآنفة من قهر وظلم إنسان آخر مثلنا مهما كانت الظروف والمعطيات ، حتى ولو عرفنا أن ظلماً ما وقع علينا فالمطلوب هنا أن ندواي الأحقاد والظلم بالمحبة والغفران وأن نستبدل كلمات مثل الثأر والحقد والكره بمعاني العفو والتسامح والحب وهنا تظهر قيمة كل إنسان حقيقي في حياتنا هذه .
قد يواجه الفرد من حالة المرض مثلاً أبعد الله تعالى كل الأمراض والعلل عن كل القراء الكرام الذين يقرأون كلماتي هذه فيقف المرء أمام المرض مواجها له بكل أعصاب باردة وإرادة صلبة وقوية وبنهاية الأمر فإن كل ألامور تبقى  بيد الباري عز وجل الذي وعلى الدوام اسمه دواء وذكره شفاء ، فلا يسعني في هذه العجالة إلا الدعاء لله تعالى بأن يمن على كل مريض ومريضة في هذه الحياة بالشفاء العاجل والسريع من أي مرض إنه مجيب وسميع الدعوات .
تتزامن كتابة هذه الكلمات خلال شهر المغفرة والخير والبركات شهر رمضان المبارك ( وإن كان هذا الشهر الفضيل مختلف هذا العام بالنسبة لي   أقله   لمروري  بحالة  صحية  كبيرة  ولله الحمد على كل  نعمه  )   .
اسأل الله تعالى للجميع التوفيق والنجاح في كل أمورهم إنه سميع مجيب للدعوات .
وبمناسبة عيد الفطر السعيد كل عام وأنتم بألف خير مع دوام الصحة والعافية والخير للجميع .
                          نسأل الله التوفيق لعموم أبناء الجالية وإلى اللقاء في   مناسبة قريبة  اخرى   وعلى الخير والمحبة  نلتقي  دوما  .  على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب ان  شاء  الله تعالى  .

                        علي   ابراهيم   طالب
                        وندسور    كندا
                        للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                      الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك  :
FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الخميس  18  نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x