لحظات مع النفس

لحظات مع النفس
بقلم   :  علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
تكمن أصعب اللحظات الإنسانية في حياة كل شخص عندما يشعر أنه وحيد في هذه الحياة حتى ولو كانت جموع  كبيرة من البشر من حوله .
أنه شعور غريب قد لا يعرف معناه إلا من يّمر بهذه التجربة على الدوام .
لم يتذّكر ان عينيه قد أغمضتا ولو للحظة واحدة ليلة البارحة شعور امتزجت فيه أمور عديدة مجتمعة قلق ، توتر ، أفكار غريبة وعجيبة كانت ترد الى عقله  وفكره  .
 باختصار كان في حالة نفسه سيئة وصعبة الى أبعد الحدود على الإطلاق .
أصبح يشعر أن الحياة بأسرها تعانده وتقف في طريقه ويبتسم عندما يردد احد ما أمامه :  ( أن الحياة عُسر ويُسر ) .
فلماذا اذن  لا يواجه إلا العسر على الدوام   ؟؟ !!
يتذكر ومنذ طفولته وبداية وعيه لأمور الحياة انه لم يعرف الا لحظات الألم واليأس والخيبات والضربات المتتالية والمتواصلة منذ بداية حياته وحتى يومنا الحاضر هذا .
قد يقول قائل ما هذه النظرة التشاؤمية للأمور ، يقول أبداً ولكنها هي الحقيقة بعينها والأمور كما هي بكل واقعية صراحة بعيدة عن الكذب والنفاق .
في مراحل عديدة من هذا العمر الذي يعيشه مّرت عليه تجارب عديدة ومنوعة وعاش لحظات حرجة وأمور قاسية لا يحب أن يتذكرها حتى وكلها أمور وتجارب صعبة ومريرة وأشد ايلاماً من الالم نفسه ، تجارب إنسانية مريرة قد تنوء الجبال العظيمة عن حملها ، ولا مزايدة في الأمر فكل كلمة يقولها يعي معانيها ويعرف أنها تخرج من داخل قلب إنساني عانى ولم يزل  ، من قسوة هذه الحياة وجوانبها المرعبة الرهيبة الأشد ايلاماً على نفسه الانسانية المثقلة بهذا الكم الهائل من الهموم والمصاعب المتلاحقة على رأسه كتساقط الأمطار الغزيرة .
في لحظة ما أمسك كتاب كان قد اشتراه مؤخراً فتح احدى الصفحات بشكل عفوي لفت نظره قول احد الحكماء القدامى :
 ثلاثة تورث المحبة : الأدب  ،  التواضع ،   والدين .
وثلاثة تُسّبب البغض : التكبر  ،  الظلم  ،  والجهل .
ثلاثة تحضن المُلك : الرأفة  ،  العدل  ،  والسهر على الرعية   .
وثلاثة تقر العيون : المرأه الفاضلة  ،  الولد الأديب   ،   والأخ الودود    .
قرأ تلك الكلمات الجميلة وتّمعن بمعانيها الخالدة وسأل نفسه لو ان العدل والحق هما سيدا هذه الحياة هل كنا نرى كل هذا الكّم الهائل من الظلم والقتل والبغيضة في كل هذا الكون المترامي الأطراف شرقاً وغرباً ؟!
يسأل نفسه هل كتب عليه التجرع من تلك الكأس المرة بطعم العلقم والى أخر حياته ، الى الأبد ؟!!
أم أن أذنه تعّودت على تلك السيمفونية الحزينة الأليمة التي تقطر حزناً ومأساة ؟
يسأل نفسه أيضاً لماذا أصبح قلبه مرتعاً للهموم والاحزان المتكررة والمتلاحقة .
يؤكد ويٌصّر لا هذا ليس تشاؤم ولا نظرة سوداوية ومظلمة للأمور ولكنها الحقيقة بعينها وعلينا القبول بها سواء رضينا ام لم نرضى فالحياة تستمر ولا يعتقد احد ما مهما علا شأنه وقدره في هذه الحياة انه بغيابه الجسدي والمعنوي عن هذه الحياة انها ستتوقف عن الدوران ، أبداً غير صحيح الأمر مجرد احلام فقط لا غير !!
عندما تقسو عليه الحياة أكثر وأكثر لا يشتكي ولا يتذمر فهو يعرف ان الشكوى لغير الله مّذلة  .
وأي مّذلة !!!
                                                 على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الاربعاء  9      تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x