مأسي الفنانين في لبنان

بقلم : علي ابراهيم طالب وندسور كندا

السبت 11 أب 2012

يقدم الفنان اللبناني المتعدد المواهب : شادي مارون ، برنامج (طل القمر ) عبر شاشة قناة ( ان بي ان ) اللبنانية يستضيف فيه شخصيات لبنانية وعربية عامة من هذه الشخصيات المحببة الى قلوب المشاهدين تم استضافة الفنان اللبناني القدير : عبد الله حمصي المعروف بالشخصية الكوميدية ( اسعد ) احد اهم شخصيات فرقة الفنان القدير صلاح تيزاني ( ابو سليم ) ، هذه الفرقة التي ادخلت اللهجة الطرابلسية المحببة الى كل منازل اللبنانيين والعرب عامة . تحدث اسعد او ( دويك في احدى اجمل ادوراه على الشاشة الصغيرة ) ، تحدث عبد الله حمصي بكل الم وحزن عن الواقع المزري والمأساوي للفنان اللبناني عامة ، وبكى بكل حسرة والم عندما تحدث عن رفيق دربه لخمسين عاما عنيت به الفنان الحبيب الراحل : محمود مبسوط او ( فهمان ) كما عرفه الملايين من محبيه حول العالم ، فهمان الذي توفي العام الماضي (2011 ) ، وفي شهر رمضان المبارك تحديدا ، عندما كان يستعد لتقديم مسرحية فكاهية على مسرح بلدة كفر صير اللبنانية الجنوبية ، وخسر الفن اللبناني برحيله احد اهم نجوم الكوميديا اللبنانيين بشكل عام .
كاتب هذه الكلمات عالج في كتابات سابقة وعلى مدى سنين طويلة ، ماسي الفن والفنانين ولا سيما على صعيد الوطن الحبيب لبنان ، وما يعانيه الفنان هناك من عذابات الحياة وماسيها التي لا تعد ولا تحصى . لقد خسر الفن اللبناني على مر السنوات الكثير من الاسماء التي ساهمت في اعلاء شأن ذلك الفن والمحافظة قدر الامكان على حد ادنى من وجود لذلك الفن يشكل عام . واذا ساعدتني ذاكرتي المتعبة استعرض اسماء الفنانين المرحومين : ابراهيم مرعشلي ، حسن علاء الدين (شوشو ) ، ابلي صنيفر ، الياس رزق ، ليلى كرم ، علياء النمري ، نبيه ابو الحسن ، ماجد افيوني ، فيليب عقيقي ، حكمت وهبي ، رياض شرارة ، اديب حداد ( ابو ملحم ) بلهجته الجبلية المحببة ، شفيق حسن ،عوني المصري ، وانا اكيد انني نسيت اسماء كثيرة غابت عن ذاكرتي في هذه اللحظات . اضف الى هذه الاسماء الكبير نصري شمس الدين الذي توفي في دمشق على خشبة المسرح التي احب حتى النهاية . وكيف لنا ان ننسى الفنانة الظريفة الراحلة فريا ل كريم وغيرها من عشرات الفنانين والفنانات اللبنانيين الذين رحلوا عن دنيانا هذه .
قد يقول قائل انني اطرح موضوع في غير وقته واوانه والمنطقة كلها تمر بظروف غير طبيعية ، صحيح ولكن ما اقوم به من خلال هذه المقالة هو الاضاءة على موضوع انساني بالدرجة الاولى ويطال فئة مهمة من المجتمع قدمت من حياتها ووقتها من اجل اسعاد الاخرين ويفترض ان تحصل على ادنى حقوقها المتعارف عليها في كل دول العالم قاطبة .
قد يكون اوضاع الفنانين العرب في الدول العربية الشقيفة افضل بكثير من اوضاعهم المزرية في لبنان ، اتالم كثيرا عندما اسمع ان فنان ما يعاني في المستشفيات مثلما يحصل الان مع الممثلة : اماليا ابي صالح ، وهي مشكلة واجهها ايضا الفنان الراحل : كمال الحلو حسب ما اذكر . طبعا ما ادعوا له على الدوام ان يحصل كل المواطنين على الحياة الحرة والكريمة وما يرافق ذلك من مستلزمات صحية ومعيشبة اخرى ، وبطبيعة الحال فان هذا الفنان هو ابن لهذا الشعب ويعاني كجميع المواطنين على حد السواء .
عندما نشاهد الفنان الغربي في هذه البلاد وطريقة عيشه ، نشعر بالاسف والاسى في ان معا على فنانين لبنانيين وعرب اعطوا للفن من صحتهم ومجهودهم حتى الرمق الاخير من حياتهم وقضوا ايامهم الاخيرة بطريقة غير انسانية على الاطلاق ولا يرضى بها اي عقل او ضمير بشري مهما كانت الظروف والصعوبات التي تحيط بهم ، سامحونا، مجرد رأي .

علي ابراهيم طالب وندسور كندا
face book : ALI IBRAHIM TALEB

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
11 years ago

كلامك رائع أستاذ علي يعطيك العافية

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x