ماري ومسيرة الحياة

ماري ومسيرة   الحياة
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور   كندا
  جريدة  : صدى المشرق
مونتريال    كندا
نظرت ماري إلى ساعة يدها وهي تقود سيارتها باقي على موعدها المرتقب في البنك حوالي الساعة من الزمن ، ولا بأس بالمرور على المقهى واحتساء كوب من القهوة الكندية التي تتناول عدة فناجين منها خلال يومها العادي وبحكم عملها في بيع وشراء المنازل فهي تطوف أرجاء المدينة الواسعة ورفيقها على الدوام أثناء قيادتها للسيارة فنجان قهوة ساخن وطازج تتوقف لكي تأخذه من عشرات المقاهي المنتشرة في كل أرجاء المدينة .
وصلت إلى المقهى المقصود طلبت فنجان قهوة سوداء لا تضيف اليه أي سكر أو حليب فهي تحب تذوق نكهة القهوة الحقيقية الغير مضاف إليها اي مواد اخرى ، حملت فنجانها الذي يتصاعد منه البخار لتوه وتوجهت لتجلس على احدى الطاولات في أحدى زوايا المقهى الواسع الأنيق ، تناولت حقيبة يدها وأخرجت دفتر صغير وقلبت صفحاته على عجل وكأنها تبحث عن صفحة مُعّينة ووصلت إلى الصفحة المطلوبة وقرأت الكلمات التالية التي خُطت بخط أنيق وٌمنمق :
(( صديقتي الغالية ماري :
أن هذا الحياة هي عبارة عن مجوعة من التناقضات والأسرار ، لا يعلم المرء منا ماذا تخبئ له الايام وما ينتظره في حياته الحاضرة أو في مستقبله البعيد من أمور قد تكون سعيدة وتفوح منها روائح السعادة والهناء والخير ،وبالمقابل قد تكون حزينة وتحمل لنا الايام الهموم والمصاعب والمحن ، وهنا تكمن  إرادة  الإنسان القوي في تحّمل كل ما يحصل له وهنا تكمن قدرة الكائن البشري على الثبات والمحافظة على إرادة قوية وحديدية مهما بلغت المشاكل والمحن في حياة أي فرد منا على الإطلاق .
صديقتي : وانت تقرأي هذه الكلمات اسأل الله تعالى لكِ التوفيق في كل حركة من حركات حياتك اليومية على أمل الدعاء لك أن يمّن الله عليك بأتم أثواب  الصحة والعافية والتوفيق في حياتك العملية الناجحة والله ولي التوفيق أنه سميع مجيب .
صديقك المخلص …….. ))
ما ان انتهت ماري من قراءة أخر كلمة في ذلك الدفتر الصغير أمامها حتى وكانت الدموع الغزيرة تنهمر من عينيها الزرقاوين التي بدت وكأنها أخذت كل زرقة البحار الصافية ، حملت حقيبتها وأخرجت منه منديلاً مسحت به عيونها الباكية وهو أمر يحصل لها كلما تجّرأت وفتحت تلك الصفحة وقرأت تلك الكلمات التي حفظتها عن ظهر قلب فهي كلمات مؤثرة وغالية على قلبها والإنسان الذي خّطت أنامله تلك الحروف والكلمات كان على الدوام الإنسان الأغلى على قلبها وروحها وتشعر بأنه الاقّرب إليها من أي إنسان آخر على وجه هذه المعمورة .
ترى من يكون صاحب تلك الكلمات الرقيقة وماذا يعني لماري حتي تذوق كل تلك الدموع عليه وعلى ذكراه التي لم ولن تنسى من ذاكرتها ؟
أنه نجيب التي أحّبته يوماً من كل قلبها وبادلها هو نفسه ذات الشعور ، ولكن الأقدار أحياناً كثيرة ترسم لنا نحن البشر مصائرنا فقضى نجيب يوماً في حادث سير مّروع منذ ست سنوات بعد أن تعاهد وماري على الزواج في أقرب فرصة ممكنة ولكن يد المنون كانت اسرع وأخذت نجيب وهو في ريعان  الشباب لتبقى ماري على ذكراه ولو عبر بعض الكلمات التي كتبها يوماً على مفكرتها .
نظرت ماري إلى ساعتها وكان عليها أن تكون في موعدها بعد عشر دقائق ، انطلقت بسيارتها وشعرت بتنهيدة  تخرج من أعماق نفسها تذكرها بحبيب رحل دون وداع وترك في قلبها الحسرة والألم وذكرى الوفاء لرجل أحّبها بدوره من كل جوارحه ولم يحقق حلمه بالارتباط بها لان يد المنون كانت أسرع منه ومنها   ومن  المتوقع  ايضا  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاثنين   5     أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x