مجلة رؤية (11 و 12)

بقلم علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

في أول شهر نيسان من العام 2003 أصدرنا العددين 11 و 12 من مجلة رؤية ولم أجد أجمل من ريشة الفنان العربي الفلسطيني الراحل ناجي العلي لتكون مكان كلمة العدد وهي تمثل حنظلة وهو يقف إلى جانب قلم وفي رأسه شمعه وأترك التعليق لكم أيها السيدات والسادة من القراء الكرام.

إنها الحرب إذن تسمرنا جميعاً حول أجهزة التلفاز ونحن نرى دولة عربية أخرى تتعرض للإحتلال والتنكيل وهي العراق الشقيق والغالي ، وأنا لا أدافع الا عن شعب عربي اخر مقهور ولكن ما هالني وألمني سقوط الملايين من البشر في حرب النفظ على الأرض العربية.

عندما يتحدث الإنسان عن الآلام والأحزان إنما يقصد إنسانية الإنسان التي نراها تنتهك يوماً بعد يوم وساعة بعد أخرى وفي أماكن كثيرة ومتفرقة من هذا العالم المجنون الذي يلهث زعمائه الكبارفقط خلف النفط والأموال على حساب كرامات وإنسانية شعوب بأسرها لا تساوي أي قرش في حسابات تلك الدول ومصالحها المادية التي تحرق البشرية بأسرها من أجل ضمان أن يبقى الغني غنياً وأن يزداد أعداد الفقراء الذين يعانون أبشع أنواع الذل والهوان والفقر المدقع بحيث نرى المجاعات وأهوال الحروب في عدد كبير من مناطق هذا العالم المجنون المترامي الأطراف.

حاولنا في هذا العدد من المجلة أن ننقل وبكل أمانة كما اعتدنا على الدوام من نقل الصورة الحقيقية والواقعية لما يجري دون أي تعديل أو رتوش للأحداث الرهيبة التي عشناها في تلك المرحلة من تاريخ أمتنا. بالعودة إلى مضمون المجلة نفسها أجرينا في هذا العدد مقابلة مع رجل الأعمال السيد غسان جعفر وهو صيدلي معروف في أواسط الجالية العربية في وندسور وضواحيها ومن الأشخاص الذين شقّوا طريق النجاح بأنفسهم وحاولنا من خلال اللقاء معه الإضاءة على شخصيته والحديث عن مشاريعه وأعماله وهو المصّر على التفاؤل في أصعب الظروف وأدقّها، على الرغم من كل الصعاب.

في هذا العدد واكبنا نشاط للملتقى العربي في المدينة الذي أضاء الشموع في عيد الأم تضامناً مع الأم العراقية في محنتها الحاضرة. ومن لبنان كتب لنا الأستاذ الصحافي إسماعيل الصغير مقالة بعنوان ” من منّا الذي تغيّر ؟! تحدث فيها عن الحب والحنين عن بلدته الحبيبة بنت جبيل. موضوع فني عن الراحل نصري شمس الدين ووفاته المأساوية في الشام وعلى خشبة المسرح وتقصير الدولة اللبنانية الكبير بحق ذلك الفنان الكبير الراحل. ومن لبنان وصلنا مقال طويل عن ظاهرة خطيرة وشأنه تعرض لها الوطن لبنان وهي ظاهرة (عباد الشيطان) نشرناه على 4 صفحات ، وما اثارت تلك القضية يومها من شكوك وتوقيتها لا سيما ان معظم ضحاياها هم من الشباب الصغار وفي اعمار الورود . وحفل العدد أيضاً بموضوع رياضي عن نادي الاتحاد وندسور ، وقصة قصيرة ، وموضوع صحفي عن مقتل الناشطة الأميركية راشيل كوري التي ماتت في غزة تحت عجلات جرافة إسرائيلية. وكانت أبواب المجلة الثابتة – طبق اليوم – رياضة – أبراج – كلمات متقاطعة – إضافة إلى مشاركات القراء الكرام من مدينة وندسور الكندية ومدينة ديربورن الأميركية وأماكن متفرقة أخرى من هذا العالم .

( المقال هذا كتبته قبل 9 سنوات من الان وها نحن نرى ونشاهد ما يحصل على ارض سوريا العربية الشقيقة ، فما اقرب الامس باليوم ؟؟!! ).

الاربعاء الاول من شهر اب 2012

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x