معاناة في الغربة

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
عندما غادر الوطن الأم منذ سنوات طويلة ترك هناك الذكريات الجميلة والعديد من الأصدقاء الذين فّرقت بينهم ظروف الحياة الصعبة وتباعدت المسافات بين الجميع فمنهم من غادر الوطن إلى أماكن بعيدة بحثاً عن العمل والعيش الهانئ ومنهم من بقي في الوطن وعاش حالة البعد عن اصدقاء الطفولة والشباب لأسباب وظروف عديدة وقاهرة .
هاجر هو نفسه إلى بلاد بعيدة جداً عن أرض الوطن ظناً منه أنه بسفره إلى بلاد الغربة فإنه سُيحّقق ما لم يحققه في الوطن الأم ولكن لا يعرف المرء مصيره أو الأمور التي ستؤول لها الاحوال معه عملاً بقول الشاعر :
ما كل يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
عن طريق الصدفة عرف في أحد المرات أن ( شذا) أبنة الجيران التي كانت تقيم بالقرب من مكان سكن عائلته ، تقيم في نفس البلد الذي يعيش هو فيه   منذ  سنوات طويلة  ،   مع زوجها وأولادها ولكن في مدينة بعيدة جداً عن مكان سكنه وتفصل بينهما الالآف من الكيلو مترات فحصل على رقم هاتف منزلها وسُعدت جداً عندما أتصل بها هاتفياًوتّعرف إلى زوجها واطمئن الى كل الأمور  وان الامور   تسير معها على أحسن ما يرام وقد أصبحت أماً لعدد من الاولاد والبنات ، وكانا يتبادلا الإتصالات الهاتفية فيما بينهما بهدف الاطمئنان إلى الصحة والعمل والعائلة .
كانت شذا تتمتع بروح عالية من المرح والسعادة على الدوام وكان هذا الأمر من أهم الصفات والميزات التي تُعرف بها بين الناس وهي تضع الامل والتفاؤل عنوان رئيسي لحياتها بشكل عام .
في احدى المرات عمد الى الاتصال بها هاتفياً ، أجابت بصوت خافت وحزين ، أراد ان يطمئن الى صحة والدتها بعد ان عرف انها ذهبت الشهر الماضي الى الوطن الام لزيارة أمها المريضة والاطمئنان إلى صحتها سادت لحظات من الصمت وما لبثت أن أجهشت بالبكاء وقبل أن يسأله عن سبب بكائها قالت له بصوت متقطع أن والدتها فارقت الحياة الأسبوع الماضي وحاولت أن تسافر لحضور جنازتها ولكنها لم تقدر لعدة ظروف مجتمعة .
لم تتمالك نفسها غرقت في نوبة بكاء متواصلة  ، حاول جاهداً تهدئتها والقول أن أمر الله تعالى قد وقع ولا بد للمرء ان يتقبل ما هو مكتوب له من أقدار وأمور تكون خارجة تماماً عن حسابات الانسان وتوقعاته .
كان صوتها الباكي والحزين اكثر تأثراً وحزناً من ذي قبل ، قالت أنها بموت والدتها فقدت كل شيء جميل وناصع في هذه الحياة ، شرحت له كم هو صعب ومؤثر هذا الأمر ووافقها الرأي فهو نفسه أصبح حقل تجارب لهذه الحياة بكل تناقضاتها وأتراحها العديدة .
هدأ روعها قليلاً وشعر ان كلماته قد خّففت عنها بعض الشيء ، ولكنه يدرك في قرارة نفسه أن فقدان الأحبة ولا سيما الوالدين تترك في القلب حرقة وأسى لا تزول أثارهما على المدى القريب أبداً .
                                               على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .
                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                              الثلثاء   22          تشرين الاول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
fadwa
fadwa
10 years ago

!!!mafhemet enu hala ema twafet allah yrhama
?w ba3den….enu baket tabi3i…..geir heik.shu sar

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x