هاذر وسبب غضبها الشديد

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مضى على وجودي في هذه البلاد حوالي العقدين من الزمن وبطبيعة الحال اصبح عندي فكرة أكيدة عن طبيعة وتفكير هذا الشعب الكندي المكون من كل هذا المزيج والموازييك من الأعراق والأديان والأجناس .
بطبيعة الحال من المتوقع ان أواجه كافة أصناف البشر بتفكيرهم المختلف في كل مجالات هذه الحياة و(هاذر) هي نموذج من هذا المجتمع الكندي المتعدد فمن هي ( هاذر) هذه ؟
انها سيدة كندية في حوالي السبعين من عمرها تقدمت حيث اجلس في احد الأمكنة ولاحظت اني اكتب بكلمات غريبة عنها كثيراً وعندما عرفت اني عربي قالت انها تشعر بالأسى على النساء العرب والمسلمين لانها تعتبر ان المرأة العربية والمسلمة هي امرأة مُستعبدة ولا حقوق لها على الإطلاق .
منذ اول ملاحظة قالتها تلك السيدة على مسامعي أدركت اني امام سيدة غربية استطاع الإعلام الغربي ان يسيطر على عقلها وقلبها وكل حواسها وهي كعادة معظم الغربيين تٌصدق كل ما يطرح أمامها من وسائل الإعلام وهي غير مستعدة لمناقشة هذا الأمر مع احد فالإعلام قال ذلك ، ( وهل يكذب الإعلام هنا ) ؟! جملتها التي ترددها على الدوام في كل مناقشة .
في احد المرات حضرت هي وزوجها المحامي المشهور في تلك المدينة الكندية جلساً على طاولة مجاورة وبدأت نفس المعزوفة ان أهلها قدموا من أوروبا أوائل القرن العشرين وانهم تعبوا وعملوا وشقوا طريق النجاح والثروة بأيديهم ولا تنسى ان تردد على مسامعي بأصولها الملكية وحق عائلتها بالعرش الملكي في تلك الدولة الأوروبية !!
كانت تلك السيدة تُصّر على ان العرب لا يقبلون ان  تشغل  اي سيدة مركز مرمّوق في اي مجال  ما ،  ومع اني ذكرت أمامها عدة أسماء لنساء عرب في هذه المدينة تحديداً منهم الطبيبة والمحامية وغيرهم في كل مجالات الحياة فأصرت على ان هذا الأمر غير صحيح وحاولت استفزازي بعبارات يّشم منها رائحة العنصرية والكراهية المعلنة وكنت احمل معي يومها عدد من مجلة الحوادث فقدمت لها تلك المجلة وصرت اشرح لها هذه السيدة هي طبيبة وتلك رئيسة جمعية وهذه محامية ووصلت الى الصفحة الأخيرة وأشرت الى صوره الأديبة غادة السمان وقلت لها ان كتبها ترجمت الى عدد كبير من لغات العالم وان العشرات من الأديبات والشاعرات العرب أبدعن كل واحدة في مجال اختصاصها فأبت ان تُصدق وقالت لي هل انت متأكد ان هذه المجلة هي عربية فعلاً والصور حقيقية !!!
بطريق الصدفة دخلت الى احد المقاهي من اجل شراء فنجان من القهوة وجلست على احدى الطاولات وإذا بها تتقدم نحوي ، بدت متجهمة الوجه وكأنها تحمل كل هموم وأحزان هذه الدنيا ، وجلست على الكرسي وقالت لي : الم تدري ماذا حصل معي ؟
فأجبت بالنفي وكيف لي ان اعرف .
فقالت ( زوجي الخائن ضبطته مع سكرتيرته فهو على علاقة بها وعندما عرفت لم ينكر الأمر وتركني بعد زواج استمر اكثر من أربعين عاماً ، نعم لقد تركني الخائن ) !!
صرت افّكر اذا كانت كل لحظة ودقيقة ستردد امامه انها ابنة عائلة ملكية وإنها ذات مقام رفيع وهي سليلة العائلة الرفيعة الى آخر هذه المعزوفة فانه طبعاً سيرحل ويتركها من اجل امرأة اخرى .
فجأة قالت فعلها الخائن كنت أظن ان الرجال العرب فقط يفعلون ذلك   !!
كل الرجال  تسري  في دمائهم  الخيانة     رددت هذه الجملة على مسامعي  عدة مرات    وغادرت المكان  بخطوات  مسرعة  ورشيقة   ،  استقلت  سيارتها  الفارهة  وأختفت وراء مقود سيارتها وغادرت   موقف السيارات  الى وجهة  من المؤكد اني لا اعرفها   .
كانت بعد ذلك  وكلما رأيتها  تصب جام غضبها  على كل صنف الرجال  ( الخونة )   كما  كانت تقول وتردد   وبأنفعال شديد  وظاهر  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الاثنين   الاول من  تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x