من جعبة الايام
علي إبراهيم طالب – وندسور – كندا
المهاجر الجديد
– العدد 167 شباط / فبراير 2008
يًحكى أنَّ وطناً جميلاً وعزيزاً على سطح المعمورة ، اسمه لبنان ، ظّن ابنائه  يومًا أنهّم حققوا الاستقلال بعد أن اجتمعت الدول الكبرى يومها ورأت من مصلحتها ان يُعطى لبنان الاستقلال وكان ذلك في عام ١٩٤٣ ومن يومها وحتى يومنا هذا يحتفل اللبنانيون بهذه المناسبة في الثاني والعشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام .
ويا للعجب فمنذ متى كانت الحرية تقدم على طبق من الماس ؟! فالحرية منذ الأول وحتى نهاية الكون تؤخذ وتكون لهذه الحرية أثمان غالية دماء وشهداء على مذبح الوطن .
منذ عام ١٩٤٣ لم يشعر اللبنانيون أو قسم كبير منهم بأن هذا الوطن الصغير بحجمه ومساحته قد استقل فعلاً وان دول العالم قد أقدمت على هذا المعروف الإنساني لهذا الشعب والوطن .
لا يا سادة ففي مصالح الدول العظمى واجندتها لا يوجد مكان لعمل البر والخير بل ان الأمور تقاس بمدى أستفادة هذه الدول من البلدان التي كانت ترضخ للأستعمار وهناك العشرات من الأمثلة نراها حولنا في العالم من مشارق الأرض ومغاربها تؤكد هذا القول .
 فهم الزعماء اللبنانيون أو بعضهم على الأقل حتى لا نُتهّم من قبل البعض بتزوير التاريخ ولبعض من اللبنانيين  شاطر بأمور التلفيق والاتهامات الجاهزة ، فهم بعض أولئك الزعماء ان الوطن هو كناية عن جبنة والمراد هو ان يعمد كل زعيم الى اقتطاع أكبر حجم من هذه الغنيمة وتوزيعها كغنائم على الأزلام والمحاسيب الذين لا هم لهم في هذه الحياة الا الدعاء لذلك الزعيم بطول العمر والبقاء في أعلى بروج القصور ولا هم اذا عانى الشعب وتضور جوعاً وهاجر ابنائه  في كل أركان المعمورة الأربعة حاملين معهم الوجع والحسرة على وطن ضاع أو يكاد يضيع في بازار السياسة العالمي السيء الصيت والسمعة .
في  مصالح الدول  لا يوجد  كاريتاس   او جمعيات   تعنى بالايتام  والفقراء     ،   بل يوجد  مصالح مادية   ومادية  بحتة الى ابعد  حدود  فهم  هذه  الكلمة    .
انا في هذه العجالة اعلن تحيزي ووقوفي الى جانب المواطن الإنسان بحق بغض النظر عن دينه ومذهبه وطائفته  من  أقصى الشمال  الى اقصى  الجنوب  ،  ومن  اقاصي  البقاع   الى كل الجبل  والعاصمة  بيروت  ولا سيما  أحزمة البؤس  والشقاء  التي  تحيط بالعاصمة   وكل مكان  فيه  فقير ومحروم  ومستضعف  وكادح في سبيل  لقمة العيش  الشريفة والكريمة له  او لها ولعائلته   او عائلتها  ،   لان  الحرب  التي  جرت على ارض  لبنان    جعلت  الكثير  من النساء    بغياب او وفاة الزوج    ان ينزلن الى ميادين العمل  والجهاد  في سبيل  لقمة العيش   لهن ولعائلتهن ايضا  ويجب على المرء ان لا    ينسى هذا الموضوع المهم   في وطننا الحبيب  لبنان  .
 فالإنسان الذي أراده الله حراً كريماً لماذا يُراد له كل هذا الاستهتار والإهانات في وطن تغّنى به أبناؤه فهو مره وطن النجوم ومره أخرى الوطن المميز في العالم ، دون الالتفات الى وجع وألم الناس الحقيقي وحقهم في العيش الكريم بسلام وأمان وتأمين اقل مستلزمات العيش الكريم في مقعد دراسي واستشفاء عادل أسوة بما هو حاصل في كل دولة وأمة تحترم نفسها أولا وتقدر انسانية الانسان الذي ميزه الله تعالى عن باقي مخلوقاته جميعاً .
اُلقي نظره الى الوطن لبنان اليوم فاسمع خطاباً طائفياً واحادي بعيد كل البعد عن وحدة الوطن نفسه والشعب في لعبة بغيضة واثمة اسمها الطائفية التي لما تزل تطل برأسها البشع البغيض كأفعى كوبرا سامة وخطرة تبث سمومها ذات اليمين وذات الشمال في معركة ضارية لا يستفيد منها الا أعداء هذا الوطن الذي تغّنى به أبناؤه طويلاً بأنه سويسرا الشرق وإذا بسويسرا هذه تتحول الى متاريس وقبائل وخطاب تحريضي مؤلم وقاس الى ابعد الحدود .
لا اعطي لنفسي صفة التنظّير بل أقول وأقسم بالله ان هذه الكلمات تخرج من قلب يتألم بصمت لما يجري في ذلك اللبنان العزيز الذي يمر اليوم في واحدة من أخطر وأبشع مرحلة على الإطلاق .
 المطلوب فقط وقفة مع الضمير ومحاسبة الذات لنصل الى وطن  عزيز وسعيد بعيد عن الطائفية والخصام ، ربي إليك وحدك المشتكى انك الكريم .
يجب  على الجميع  التنازل  فقط  لأمر  واحد  ومؤكد  وهو  بقاء الوطن  برمته   واحدا  موحدا  وكريما  وطنا  للجميع  دون اي استثناء  .
فهل  من  مجيب  ؟؟؟؟
              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

              علي   ابراهيم   طالب
              وندسور    كندا
            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
          الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك    FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
           الثلثاء    16       نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x