زوجين هانئين
:
عندما وصلت سوزي إلى بلاد الغربة تلك لم تكن تتوقع حتى في أحلامها بأن الله سبحانه وتعالى سيعوض عليها صبر السنين الطويلة , وطلب العلم في وطنها, بذلك الشاب الكريم الذي أصبح زوجاً لها بعد أن عاشت تجربة صديقتها الأقرب إلى قلبها التي سافرت إلى إحدى بلدان الإغتراب بعد أن تزوجت من أحد الأشخاص لتفاجأ لاحقاً بأنه إنسان عديم المسؤولية, ولا يتوانى عن ضربها, و الإساءة إليها لأبسط و أتفه الأسباب, فقررت العودة إلى وطنها وهي مطلقه , وما تحمله تلك الكلمة من معاني ودلالات, ولا سيما في المجتمع الذي سافرت منه.خافت سوزي في بداية الأمر من أن يتكرر ما حصل لصديقتها معها شخصياً, ولكن وجدت في والدها المعين الحقيقي لها الذي شرح لها أن الناس أطباع مختلفة وأن الأمر مختلف حتى بين الأشقاء والشقيقات في نفس المنزل في أحيان كثيرة وعديدة.
اكتشفت سوزي في زوجها صفات ومزايا انسانية عديدة في طريقة تعامله الحضاري والمميز معها , والتي جعلها تشعر بأمان غريب وعاطفة كبيرة تجاه هذا الإنسان الذي عاملها منذ البدء كأميرة متوجة على عرش قلبه, ولم تستطع كل تلك السنوات الطويلة في عمر غربته تلك من أن ُتغير سلوكه وتعامله الإنساني المميز مع زوجته القادمة حديثاً إلى تلك البلاد الغريبة عنها بعد أن تركت وطنها وأهلها و اختارت بكل طواعية أن تشارك هذا الإنسان حياته, فكانت له خير الزوجة الوفية و المطيعة , والتي لا تتوانى عن فعل أي شيء من أجل إسعاده وإدخال السرور , و الطمأنينة إلى قلبه على الدوام.
ولأن الإحسان لا يقابل إلا بالإحسان والمحبة بادرها زوجها الحب والعطف, والرفق بها , وأشعرها بأنه سيكون لها الأب و الزوج والصديق الوفي ليعوض لها عن غياب الأهل, ولا سيما في بلاد بعيدة وشاسعة تكون فيها الحياة المادية الصرفة سيدة الموقف على حساب المشاعر , والعلاقلت الإنسانية بين بني البشر.
في إحدى الأمسيات عاد الزوج إلى منزله بعد يوم حافل ومليء بالعمل والنشاط, جلس الزوجين على مائدة العشاء بعد أن قامت الزوجة كعادتها بين الفينة والأخرى بوضع الشموع الملونة و أرادت أن تكون تلك الليلة مختلفة بعض الشيء فالخبر الذي ستزفه إلى زوجها سيدخل الفرح و البهجة إلى قلبه دون أدنى شك بذلك .
حضر الزوج إلى حيث الطاولة المليئة بالطعام والشموع , ومازح زوجته قائلاً : ما كل هذه الأجواء الرومانسية الليلة !؟ ولم تجب الزوجة بل رسمت ابتسامة لطيفة على ثغرها وتناولا طعام العشاء على أنغام موسيقى هادئة تبعث من جهاز الراديو, شعر الزوج وبإحساس داخلي أن زوجته تريد أن تخبره شيء ما هذه الليلة, ولكنه لم يكن يعرف ما هو هذا الأمر تحديداً…!
ابتسمت الزوجة و قالت لزوجها أن مفاجأة سعيدة تنتظره هذه الليلة, ولم يصدق أذنيه عندما أسّرت أمامه أنها حامل , وهو سيصبح أباً بعد عدة أشهر من الآن… شعر الزوج بسعادة غريبة وقشعريرة تسري في كامل جسمه فنهض من مكانه وضمّ زوجته بين ذراعيه ولعلها شعرت بالدموع تنهمر من عينيه من شدة فرحه وسعادته .
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى
.
About Post Author
