ظلم بني البشر

ظلم بني البشر
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
لعله من أصعب وأقسى الأمور ألتي يمكن أن تواجه الأنسان في حياته اليومية هي مسألة ( الظلم ) سواء أن مارسها هو بحق الأخرين ، أو وّاجه هو هذا الظلم من باقي أبناء البشر .
كل المشاكل الكبيرة التي يواجهها بني آدم في هذه الحياة السريعة والمتلاحقة قد تبدو بسيطة ويمكن السيطرة عليها أو بأفضل الحالات التعايش معها ولو بصعوبة   مطلقة   ، إلا مسألة الظلم نفسه التي تعطي شخص أو إنسان ما الحق في إن يظلم من يشاء ويقهر متى استطاع في لعبة دنيئة عمادها الحقد والجشع والظلم .
كلما قرأت ذلك البيتين من الشعر وهما :
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المُهّند
أشعر داخل نفسي عن مدى الألم والحيف ألتي شعر بها ذلك الشاعر حتى أنشد هذين البيتين من الشعر الذين أختصرا  بقصرهما صفحات وكتب مؤلفة عن هذه العادة السيئة الأليمة .
قد لا يعني الشاعر بمصطلح ( ذوي القربى ) الأهل والأقارب المباشرين ولكن قد ينطبق هذا الأمر على المجتمع باسره في حياة أصبح فيها الجميع في حالة غريبة وعجيبة في اللهاث السريع نحو المادة والجماد وتلاشت أو اختفت تدريجياً المشاعر والأحاسيس الإنسانية الدافئة والصداقة والتي وحدها تُمّيز الكائن البشري عن غيره من المخلوقات على وجه هذه المعمورة  باسرها  قاطبة  .
لو كان للظلم لسان لصرخ بأعلى صوته مُعلناً بانه هو الشر الأعظم في هذه الحياة وباسمه ترتكب كل الجرائم والمعاصي والموبقات التي يقدم عليها بعض الناس بكل راحة بال وعدم الخوف المطلق من عذاب الضمير او بالشعور بالندم لأمور يقترفها الانسان ويكون عنوانها العريض هو الظلم والشر بعينه وان أختلفت التسميات والحقائق بأختلاف الزمان والمكان والظروف المحيطة بهذا الأمر .
أسأل نفسي أحياناً كثيرة عن الشعور والأحاسيس التي يشعر بها كل إنسان ظالم ويعرف في قرارة نفسه أنه تسّبب بحالة ظلم أو قهر لإنسان آخر ، ما هو ذلك الشعور الذي يكتنفه وهل يوجد مجال للندم والحيرة والألم ؟!
إذا إردنا تقسيم الظلم فإننا نراه على أنواع كثيرة ربما أقساها على الإطلاق تكن في وجود الحاكم الظالم بحق أبناء شعبه ورعيته وهو نموذج نراه في أماكن عديده ومتفرقة من العالم ، قد نجد الزوج يظلم زوجته وأولاده أو العكس نرى ان الزوجة تظلم زوجها وتجور عليه وتعمل بغير المثل العامي السائد الذي يقول انا والزمان مع زوجي فيتحول هذا المثل بقدره قادر على لسان الزوجة ليبقى انا والزمان على زوجي !!
وماذا تقول بالأب الظالم ضد أولاده يذيقهم شتى أنواع القهر والاذلال والإضطهاد وحجته في هذا الأمر أنه هو من جلبهم إلى هذه الحياة وكأن هذا الأمر هو مّنة منه على أولاده .
وماذا نقول عن الحالة التي يتحول بها الابن أو الابناء الى ظلمة وجلاوزة بحق الاب أو الام أو كلاهما واستمع من هنا وهناك عن قصص وحكايا عن أبناء اتخذوا عقوق الوالدين وظلمهم شعاراً لهم وطريقا  يسيرون عليه دون أي أدنى شعور بالخجل من الله تعالى أولاً ومن الخوف من غضب الله عليهم الذي ساوى نفسه بالأهل في القول المأثور  :   يا رضى الله ورضى الوالدين .
بماذا نُفّسر ظلم بعض أصحاب العمل للعمال عندهم وأكل حقوقهم بطريقة جشعة لا تنم عن أنسانية او عدل متى عرفنا أن الرسول الأكرم محمد ( ص ) قال يوماً : ( أعطوا العامل حقه قبل أن يجف عرقه   ) .
انها نماذج من حياتنا أوردتها لعل فيها عبّر ودروس كبيرة .
لله در الظلم ما أقساه يترك آثاره في العقل والقلب ولا يُمحى من الذاكرة بسهولة ألا إذا حصلت معجزة واين نحن في هذا العصر من المعجزات التي وحدها تكمن بإرادة الله تعالى وهو الرحيم العادل والغفور .
                                                على الخير  والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                                 علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            السبت   28                        أيلول                 2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x