معا لأنشاء : ( الهيئة الوطنية العليا لادارة الكوارث في لبنان ) .
عندما اكتب وأعالج اي موضوع انساني يتعلق بحياتنا اليومية التي نعيشها في مشارق هذه الارض ومغاربها ، لا افاجأ على الاطلاق بكميات الرسائل الالكترونية التي تردني على بريدي الخاص ، ولا يريد اصحابها ان يعرف احد ما اسمائهم او يتعرف عليهم احد ما مع العلم ان البعض يعمد الى استعمال اسماء وهمية وايضا وايضا احترم رغباتهم ، ولكل انسان الحرية بالتعبير عن رايه والتعبير عما يدور في مكنونات قلوبهم وعقولهم وانا اقدر وضع وحالة كل انسان والظروف والمعطيات التي تحيط بحياة كل انسان منا على وجه هذه المعمورة المترامية الاطراف .
تعقيبا على الموضوع الذي كتبته مؤخرا حول العاصفة الطبيعية القوية التي ضربت وطننا الحبيب لبنان والبلاد العربية المجاورة ايضا ، وذلك في الاسبوع الثاني من شهر كانون الثاني من هذا العام 2013 ،وخلفت ما خلفته من وفيات وصلت الى السبعة اشخاص في مناطق لبنانية متفرقة وان كانت تأثيرات تلك العاصفة اقوى وفيها الكثير من الاضرار البشرية والمادية الهائلة على مناطق لبنانية يعاني سكانها حالات العوز والفقر المدقع الى ابعد حدود التصور الانساني العام واعطيت مثل في ذلك المقال منطقة ( حي السلم ) وما حصل فيها من خسائر كبيرة على كافة الصعد ولا سيما بعد فيضان ما يعرف بنهر الغدير الذي يبدأ جريانه في اعالي بلدة وادي شحرور قرب بلدة كفرشيما ليصل الى حي السلم نزولا وحتى النقطة الاخيرة لذلك النهر وهي شاطىء البحر قرب منطقة الاوزاعي وخلدة ، وكأن اهالي حي السلم من ابناء شعبنا من المعذبين والفقراء لا يكفيهم قسوة الحياة عليهم حتى جاءت تلك العاصفة الطبيعية التي خلفت ورائها مأسي اجتماعية وانسانية لا تعد ولا تحصى ، وحتى يكتمل النقل بالزعرور مثلما يقول المثل العامي ، شارك بعض اللبنانيين باضافة مأساة اخرى وهموم اخرى فوق رؤوس هؤلاء بالتهجم عليهم ونعتهم بصفات وعبارات عنصرية وفئوية لا يقبلها اي عقل ومنطق انساني .
من هنا وبعد ما حصل وفي كل مرة يحصل اي امر طارىء او في حالة حصول اي كارثة طبيعية كانت او بشرية فلا احد يعلم غير الله تعالى ماذا تخبىء الايام لاي بلد مهما كان ذلك البلد على جهوزية كاملة لمواجهة اية كوارث قد تحصل في المستقبل ، فما بالك في وطن مثل لبنان لا يوجد فيه اي خطط او مشاريع لمواجهة اي امر طارىء قد يحصل في اي لحظة لا سمح الله .
أني ومن خلال هذه الكلمات البسيطة ادعوا الى انشاء ( هيئة عليا وطنية لأدارة اي ازمة تحصل و للأغاثة لمواجهة اي كارثة طبيعية مهما كانت نوعيتها ) ، تسمى مثلا : ( الهيئة الوطنية العليا لادارة الكوارث في لبنان ) .
يكون عمل هذه الهيئة الوطنية العليا الاشراف ومعالجة اثار اي كارثة قد تحصل في لبنان واعيد لا قدر الله وحمى الله وطننا الحبيب من اي مكروه ولكن في حياتنا هذه علينا ان نكون واقعيين وعلى استعداد لمواجهة اي امر طارىء قد يحصل مثل حصول زلزال او سقوط طائرة او اي امر طبيعي ولعل ما حصل مؤخرا في تلك العاصفة الطبيعية كشف يشكل كبير خلل في عمل الاجهزة التي اعرف انها تعمل بحد ادنى من التجهيزات والمعدات المهمة الواجب ايجادها لمواجهة تلك الحالات الطارئة التي قد تحصل في اي مكان وزمان لا يعرفهما الا الله تعالى وحده .
لماذا لا تقوم الحكومة اللبنانية وتسارع وباسرع وقت ممكن الى انشاء هذه الهيئة التي تحدثنا عنها ولتفسح المجال امام المغتربين اللبنانيين في مشارق هذه الارض ومغاربها ، بالمساهمة وكل انسان حسب قدرته مع العلم ان بعض اللبنانيين في الاغتراب وصلوا الى مراكز عليا في شركات عديدة قد تبيع معدات لمواجهة الكوارث الطبيعية على انواعها ، ولا اذيع سرا اذا قلت انه ربما نجد كبرى الشركات والمصانع نفسها التي تنتج هذه المعدات اصحابها لبنانيون وربما يهمهم الامر في المساهمة بمد يد العون الى وطنهم الام لبنان .
قد يقول قائل انك تطرح امر قد لا تستطيع الدولة تحقيقه اليوم لوجود صعوبات في التمويل لهذا المشروع الحيوي والذي يحتاجه وطننا الغالي اكثر من اي يوم مضى وربما يساعد في انقاذ ارواح اذا وجدت المعدات والاجهزة الفيلة بمواجهة تلك الكوارث الطبيعية المتفرقة وغيرها ، ارد انه مجرد اقتراح .
سأقدم هذا الاقتراح المتواضع الى اصحاب الشأن في لبنان لدراسته والقاء الضوء على اهمية انشاء مثل هذه : ( الهيئة الوطنية العليا لادارة الكوارث في لبنان ) ، والله تعالى وحده من وراء القصد وتقديم هذا الاقتراح عسى ولعل تسهم كلماتي المتواضعة واقتراحي هذا ان يبصر النور لما فيه خير وطننا الحبيب لبنان وخير اللبنانيين جميعهم دون اي تمييز بين فلان وعلان منهم .
والله تعالى من وراء القصد .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag@hotmail.com
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
الاربعاء 15 كانون الثاني 2013
About Post Author
