مأساة زوجة مظلومة

علي إبراهيم  طالب
  – وندسور – كندا
  مجلة الحوادث لندن
– رسائل الى المحرر
– رقم العدد 2808
– الجمعة 27 آب 2010
كتبت الي تحدثني عن مأساة كبيرة تعيشها داخل منزلها وبطل هذه القصة بامتياز هو زوجها بعد ان عنونت رسالتها الموجهة لي بعنوان : اي نوع من البشر هو؟
في واقع الأمر أصبت بكل أنواع الدهشة والتعجب وأنا أقرأ   كل كلمة من رسالتها العجيبة المطولة تبدأ رسالتها على شكل التالي :
  (( أخي في الانسانية ……………………….
تحية عطرة في بادئ الأمر انا على ثقة بانك ستكتب عن هذا الموضوع دون الإشارة الى اسمي الحقيقي فالمهم ان يتم التطرق الى ما اعانيه من مأساة أليمة على يد من يفترض انه من يعطيني الحنان والعطف اقصد به زوجي وأي زوج ومن اي طينة بشرية خلق وهل عنده أدنى ضمير أو حس أو وجدان ؟!
انا  أقيم  في  احدى  المدن الغربية   وانا اتابع ما تكتبه   وخصوصا  عن المواضيع الاجتماعية والمشاكل التي  ابتلينا فيها  في  هذه البلاد   ، وأسمح لي ان اشد  على يدك  واهنئك على اسلوبك الراقي   في  معالجة امور هذه الحياة  ، اقول لك ذلك من خلال خبرة طويلة  امتلكها من عالم الصحافة والاعلام  فانا احمل شهادة عليا  في  عالم الصحافة  خاصة والاعلام  عامة  وانا اقدر كل جهودك واتابع ما تكتبه سواء على صعيد اميركا  الشمالية او الوطن  العربي  واوربا واستراليا  .
القصة باختصار أني تعرفت على شاب قبل حضوري الى هذه البلاد وتزوجنا على الرغم من اعتراض أهلي عليه منذ الحظة الأولى لتعارفنا وخصوصا ان والدي كان يقول ويصر ان زوجي هو انسان غير عادل واناني فهو يريد كل شيء لنفسه وعرفت هذه الصفات به منذ خطوبتنا بعد ان أفهمني ان المال عنده اهم شيء في هذا العالم على الإطلاق وكنت انا أقوم بالتستر على ما يقوله والسبب أنني احببته من كل قلبي وحضرنا الى هذه البلاد واتفقنا بان نعمل سوية لكي نعيش حياة مريحة ولا سيما بعد ان انجبنا عدة أولاد ولكني وجدت نفسي أغرق في العمل الشاق والمضني فيما هو يعمل يوما  واحداً ويغيب عن عمله أياما عديدة وهو الأمر الذي كان يضطر كل أصحاب العمل الذين عمل لديهم بالاستغناء عنه بعد ان عرفوا عنه الخمول والكسل ووجدتني وحيدة اعمل وأعطيه كل ما احصل عليه من مال لاحافظ على صورته كرجل امام نفسي أولا والجميع بشكل عام .
وعلى الرغم من كل العيوب التي يحملها زوجي من أعلى راسه حتى أخمص قدميه الا أنني اكتشفت فيه مؤخراً عادة سيئة وقبيحة الى ابعد الحدود انه يفشي اسرارنا وعلاقتي به الى أصدقاء السوء الذين يرافقهم فهو إضافة الى انه عاطل عن العمل فانه دأب على شرب المشروبات الكحولية وعلمت مؤخراً انه أدمن على لعب القمار والحقيقة وجدت نفسي امام زوج ابعد ما يكون عن الانسانية والشرف ومؤخراً وعلى مدى أيام متتالية أصبحت أتلقى اتصالات هاتفية من أشخاص يقولون أنهم أصدقاء لزوجي تحدث أمامهم وبالتفصيل الممل عن كل تفاصيل حياتنا معا حتى الأمور الحميمية الخاصة !
فهل لك ان تتصور حالتي  وانا استمع   من اصدقاء  السوء   وصف  لامور  اخجل بتربيتي  وتاريخي ان اذكرها  حتى لمجرد الاشارة امام   حضرتك  على  الاقل  ؟؟
هنا جن جنوني فهو يريد فضحي امام أصدقائه وكل الأمور لا زلت حتى اللحظة أخفيها عن أهلي في الوطن ولا سيما عن والدي المريض هناك والذي ان عرف بهذه الأمور من زوجي ومعاملته العنيفة ضدي فهو سيصاب بمكروه وربما تؤثر على صحته وهو كان عنده رأي سلبي من زوجي ولكنه رضخ لأرادتي عندما رآني اكن كل الحب والمودة لزوجي في بداية حياتنا ، انسانة وحيدة لا أقارب ولا أصدقاء ولا معارف اهم شيء في حياتنا أولادي وزوجي ومنزلي ، يبدو ان زوجي وصل الى حائط مسدود وانحرف عن الطريق الصحيح الصالح أشكو امري الى الله تعالى بعد ان جفت الدموع من عيني لا أريد شيئاً من احد ولكني أحببت ان أحيل موضوعي هذا لتكتب عنه عسى ولعله يكون عبرة لمن اعتبر ونصيحة لكل البنات بالا يخالفن أوامر أهلهم وأنا أكبر مثال على ذلك ، استحلفك  بالله ان لا تهمل  رسالتي  هذه   وانا اكيدة انها ستلقى منك  التجاوب  واعرف انك لن تشير الى اسمي  بالمطلق وواثقة من هذا الامر  .
كما  ذكرت لك فانا أحمل شهادة دكتوراة  في الاعلام   واسفة لقول هذا الامر  فزوجي  لم يكمل  حتى تعليمه الابتدائي  ، ولكن  فعلا كما يقول المثل  الحب  أعمى  .
دمت بخير  من  أخت لك في الانسانية تعاني الظلم والذل والقهر وتسأل عن العدل والرحمة والشفقة   .
اكرر شكري لك  وأعلم بأنسانيتك التي عهدتها  في  كتاباتك   انك لم ولن تشير الى اسمي  وان واثقة من هذا الامر  مليون  بالمئة  .
شكرا  جزيلا  لك  سيدي  الكريم  :  علي  ابراهيم  طالب    ))   .
قرأت رسالة هذه السيدة مرات عديدة ومتكررة ووجدت ان الإنسان قادر على التحول الى وحش مفترس مؤذ وكريه الشكل من جراء تصرفه بأمور ابعد ما تكون عن الإنسانية والشرف والكرامة ، ان هذا الزوج تحول وبارادته ربما الى شخص خطر على زوجته وأولاده ولم يكتف بالكسل والخمول ومعاقرة الخمور والإدمان على القمار بل راح يحكي لرفاق السوء ما يفعله مع زوجته التي حذرها والدها بحكم الخبرة على الأمور من هذا الشخص ولكن لم تكترث بل عاندت أهلها وها هي النتيجة الواضحة أمامنا ناصعة كبياض الثلج .
  نسي هذا الزوج ان للبيوت أسرارها وحرمتها ولكنه على الأرجح نسي امام شهواته ونزواته الخاصة زوجة وفية مخلصة وقفت الى جانبه وكانت له المعين لشخص بدا للوهلة الأولى انه رجل ليتبين لاحقا انه من أشباه الرجال وما اكثرهم في حياتنا الحاضرة !
           على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

            علي ابراهيم طالب
              وندسور    كندا
            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
          الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك    FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
          الاحد  14    نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x