دعوة إنسانية

 
علي إبراهيم طالب
  وندسور    كندا
جريدة صدى المشرق
– مونتريال  كندا
– مساحة حوار
– رقم العدد 283
– الثلاثاء 23 اذار 2010 
اذا نظرنا في حياتنا الحاضرة نجد العجائب والغرائب من أمور بعض البشر وأحوالهم عامة ، نرى الأمور مختلفة ومقلوبة رأسا على عقب . فتجد ان الانسان الآدمي والذي يتمتع بكل إنسانية الانسان بحق يجلس بعيدا وفي الصفوف الخلفية أحيانا كثيرة.
وتصاب بالدهشة عندما تجد النماذج السيئة من بني البشر مثل النصابين والمحتالين والمدعين وعديمي الشفقة والرحمة من الذين فقدوا كل حسن إنساني وبشري مميز وأصبحوا عبيدا مطيعين لشهواتهم وأحقادهم الخفية والعلنية ، تراهم وقد تقدموا الصفوف الأمامية وهم على استعداد لكل حفلات الكذب والخداع والنميمة على باقي عباد الله  ،  يجلسون في  المقاعد الامامية ويكرمون  ويقدم لهم   المنافقين  كل انواع  الطاعة والنفاق  الى ابعد حدوده  .
من الأمور التي منَ الله تعالى بها على بني البشر هي نعمة النسيان ويقال أحيانا انه من خلال التجارب الإنسانية كل شيء يبدو صغير ويكبر تدريجيا الا في حال المصائب والكوارث فإنها تبدأ كبيرة وتصغر شيئا فشيئا وهي أمور نلاحظها عند الملمات في هذه الحياة التي تتمثل بفقدان عزيز أو حبيب على سبيل المثال لا الحصر . أحيانا كثيرة تبدو هذه الحياة في غاية التعقيد وتحتاج الى فهم أسرارها ومكوناتها واحيانا فك طلاسمها أيضاً وخصوصا عندما تختلط الأمور مع بعضها ولا يستطيع المرء مثلا من تمييز الخير من الشر وفي هذه الحالة تكون الطامة الكبرى وخصوصا عندما يتقن بعض الناس من لبس الأقنعة وإظهار انفسهم بوجوه وأدوار عديدة حسب المكان والزمان .
ما أقسى الانسان مع الانسان الآخر أو باقي البشر وبمعنى آخر ما هو سلوك الانسان مع أخيه في الانسانية ، ماذا نرى ونلاحظ اذا ما نظرنا حولنا ؟ نرى الحروب التي أداتها الرئيسية البشر فالسلاح مهما كان متطورا وعلى أعلى المستويات من التطور والحداثة فانه يحتاج الى ايد بشرية لتحريكه والقتال فيه وهنا تكون المأساة الكبرى ، والأمثلة والشواهد اكثر من ان تعد وتحصى منذ ولادة التاريخ وحتى يومنا هذا والى الأزل على ما يبدو .
ما أدعو اليه وأشدد في دعوتي والحاحي في كل مكان وزمان ومناسبة بان يعود كل كائن بشري الى إنسانيته الحقة التي لا مكان فيها للاحقاد والعنف والكراهية والغضب بل يكون التعامل مع الآخرين بكل انسانية وعقل وعدالة  ، وهذه الأخيرة هي الفيصل في كل العلاقات بين البشر ومتى غابت العدالة وانتهكت تستطيع ان تقول وبكل صراحة على هذه الدنيا السلام .
علينا ان نتعامل مع باقي البشر الآخرين كما نريد نحن ان نعامل فمن هو الكائن البشري الذي يرضى بان يتعامل معه بكل ذل وحقد وكراهية ؟
دعونا نعود الى الجذور الانسانية الطيبة التي كرمت الانسان وجعلته في مصاف سامية وعالية ، وليكن ضميرنا الإنساني هو الحكم والقاضي في كل حركة من حركاتنا اليومية في هذه الحياة عامة .
انها دعوة انسانية من  قلب يتالم   على انسانية الانسان المقهور والمظلوم   في كل مكان وزمان  من عالمنا  المجنون   والمتهور  هذا  .

            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

            علي ابراهيم طالب
              وندسور    كندا
         للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
        الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك    FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
       السبت  13  نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
1 Comment
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Anonymous
Anonymous
11 years ago

علي ابراهيم طالب .
يا رجل انت تكتب بحبر انساني خاص ، فعلا انك مبدع .

1
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x