كم مأمون بيك بيننا

من جعبة الايام
– بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
المهاجر الجديد / العدد ٢٠٥ آب /
 أب  –    أغسطس ٢٠١١
من الشخصيات المهمة ، والتي تفتقت بها أفكار ورؤى كاتب الجزء الخامس من المسلسل السوري الرائع باب الحارة في جزئه الخامس والأخير على ما يبدو هي شخصية ( مأمون بيك) التي لعبها بكل جدارة وكفاءة مهنية وتمثيلية عالية الفنان القدير فايز القزق واستحوذت تلك الشخصية على إعجاب المشاهدين من الناحية الفنية بشكل عام .
تستحضرني شخصية ( مأمون بيك ) في هذه الايام بالذات وأنا اكتب هذه الكلمات في الايام والأولى من شهر حزيران من هذا العام ٢٠١١ الذي عرفنا كيف بدأ وبماذا بدأ ولكن لا احد يعرف كيف سينتهي ولا سيما في الوطن العربي عامة . وما يجري فيه من أمور تثير العجب والدهشة في آن معا .
” مأمون بيك ” في باب الحارة بجزئه الخامس هو الضابط نمر الذي يزرعه الاحتلال الفرنسي يومها في قلب حارة الضبع مهد الثوار والمواجهة ضد المحتل الفرنسي يومها وطبعا هو ينفذ أوامر المحتل بحذافيرها ضد أبناء وطنه ولغايات مادية فنراه وقد دخل الى تلك الحارة مدعياً أنه ابن شقيق كبيرها ، الراحل أبو صالح ، فيعتمد أسلوب الاحتلال والكذب ، ليصل الى مبتغاه وتنفيذ المهمة الأصلية التي إنتدب من أجلها إلى تلك الحارة الدمشقية الجميلة أساسا .
في نظرة سريعة وعامة لما تمر به المنطقة العربية عموماً  ، وإذا راقبنا الأحداث جيداً وبعين مراقبة للأمور فكم يا ترى نرى نماذج لمأمون بيك هنا وهناك في ذلك البلد أو ذاك ؟ ؟؟
يوجد فئة غريبة من الناس ، لها أسلوب خاص بها من النظر الى الأمور عامة فخدمة العدو والمحتل تصبح عندما مسألة وجهة نظر واختلاف طبيعي في الرأي ليس إلا !!
أشاهد واقرأ وأسمع عبر وسائل إعلام عربية معينة نماذج من أولئك الناس أصبح عندها العدو صديقاً وفياً ومخلصاً، وأقرب الناس إليها سواء عبر الدين أو الانتماء للوطن أو المجتمع ، فهم ألد الأعداء ، ويجب محاربتهم والبطش بهم بأقصى الوسائل المتاحة حتى ولو تمت الاستعانة بالأعداء الحقيقيين للأمة فالأمر عادي  وسيان  عندهم  ومجرد وجهة نظر !!
شخصية ” مأمون بيك ” الافتراضية أضحت مع الأسف الشديد شخصية رئيسية ومحورية سواء في مجتمعاتنا في الوطن الأم أو حتى في بلاد الهجرة والاغتراب  عامة  ، ويبدو أنه سقطت كل المحرمات والإيحاء ان الباطل هو سيد الموقف يفرض نفسه على بعض الناس ممن ارتضوا   ان يلعبوا ذلك الدور  بكل  نجاح وابداع لافتين   ، ومنهم من يسجد للمادة وأصبح عنده ما يشبه عبادة الشخصية ، حتى ولو على حساب الكرامة والكبرياء وعزة النفس .
تقول إحدى القصص من بطون الكتب  :  أن ضابطاً نمساوياً كان معجباً بشخصية نابليون بونابرت فأفشى له أسرارا عسكرية تخص بلاده أثناء إحدى الحروب التي ربحت فيها فرنسا فاستغل الضابط النمساوي وجود نابليون في إحدى المناسبات ، وتقدم منه معرفاً عن نفسه ومد يده لمصافحته فرفض نابليون مصافحة الضابط وقال لأحد مساعديه ألقي لهذا الشخص بعض المال مكافأة على خيانة وطنه   من  أجلنا  !!
قصة فيها الكثير من العبر لعل كل ” مأمون ” في كل مكان وزمان يعود إلى ضميره هذا إذا بقي هذا الضمير ، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم جميعاً وكل عام وانتم بالف خير ، نسال الله التوفيق لعموم أبناء الجالية والى اللقاء في عدد قادم .
                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الاحد    21   نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x