عندما يوسوس الشيطان

مونتريال   كندا

حالة من الأرق والقلق الشديد أصابته ليلة البارحة شعر فيها أن النوم فارقه الى الأبد أرق ، قلق متواصل ، أفكار غريبة ومرعبة كانت تمر أمامه وهو صاح جعلت كيانه ينقلب رأسا على عقب  .

 لم يسبق هذه الحالة الغريبة التي أنتابته إلا الحياة العادية والرتيبة التي يعيشها وكأنه  آلة صناعية جامدة تقوم بدورها بشكل ثابت وممل  ، خيّل له أن الشيطان أراد تحديه والمنازلة معه كأنه كان يستمع لصوت الشيطان يصم أذنيه ويخترق كل ذرة من جسمه كان يستمع إلى قهقهة مرعبة وضحكات هستيرية صارخة تقول له (( انت إنسان المبادئ والقيم العليا ، عاهدت نفسك على المثل الانسانية الخالدة ولا تكذب ، لا تسرق ، لا تعتدي على الآخرين تردّد أنك تريد الحلال على الدوام ولا تبغي الحرام في أي حركة من حركات حياتك اليومية ( أحسن أن الصوت بدا مرتفعا ومزلزلا هذه المره ) ماذا جنيت من أعمال الخير والالتفات الى الآخرين كم من المرات واجهتك مشاكل مصيرية في حياتك من وقف إلى جانبك ؟

 أجب ، لماذا الصمت   ؟؟

شعر للحظات قليلة أن كل الغرفة تدور به يا إلهي ، إنه يشعر بدوار رهيب   .

شعر وكأن قوة كبيرة تمسك بجسمه وترطمه بجدران الغرفة شعر أن هذا الأمر حدث عشرات المرات المتكررة ، سارع للجلوس على الأريكة وسط الغرفة أمسك  رأسه بكلتا يديه وساد صمت رهيب قطعه أصوات عقارب الساعة التي بدت وكأنها تزامنت مع الحركات السريعة لدقات قلبه والتي شعر للحظات معدودة أنه سيتوقف حالا عن الخفقان   .

 شعر بعد تلك اللحظات وكأن صوت يناديه من داخل نفسه   :   بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس     صدق الله العلي العظيم  .

تمتم بكلمات تكاد تكون مسموعة ألا بذكر بالله تطمئن القلوب ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب  ………. وغرق في سبات عميق    .

                         على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .