العرب والمال

((ملاحظة   :  كتبت  هذا المقال  الذي نشر  في مجلة الحوادث    التي  كانت   تصدر  في لندن  بريطانيا   وتوقفت عن الصدور بعد وفاة صاحبها   الراحل  ملحم  كرم  ،  في  العام 1995   اي منذ   18  سنة باتمام والكمال   وأنظر الى حالة امة الاعراب  في  يومنا  هذا  فأرى  العجب     فما اقرب  الامس  باليوم  .    اه  يا امة ضحكت على جهلها    وتخلفها  كل امم الارض  قاطبة  .  وشكرا  ))

بقلم  :  علي  ابراهيم  طالب

وندسور    اونتاريو   كندا

مجلة الحوادث

العدد 2041.

الجمعة 12 كانون الأول 1995

أثناء مطالعتي لإحدى الصحف العربية المهاجرة ” إذا جاز التعبير” مر أمامي خبر صغير يحتل زاوية إحدى الصحف فرجعت إليه مسرعاً كمن يسترجع مشهداً في فلم يشاهده.

الخبر بكل بساطة يقول أن صندوق النقد العربي على لسان مديره العام أعلن أن الأموال العربية الموظفة خارج الوطن العربي هي بحدود 600 مليارد دولار وفي لغة الأرقام التي (اجهلها تماماً وأحس بكره شديد لكل ما يتعلق بالأرقام والحسابات  ) المبلغ يعادل 600 بليون أو 6000 ألاف مليون دولار فقط لا غير!!

أنه لعمري أمر محير ويجعل المرء العربي العادي يصاب بحالة من الإحباط النفسي الدائم لان معظم هذه المبالغ الطائلة هي موجودة خارج الوطن العربي وطبعاً تستفيد منها دول ومصارف غير عربية وبالطبع لا احد يدري كيف وأين توظف هذه المبالغ الكبيرة! ولمصلحة من؟! وفي سبيل ماذا؟

يتبادر إلى الذهن على الفور سؤال تلقائي ماذا كان حال الدول العربية مجتمعة لو وظفت هذه الأموال في مشاريع واستثمارات داخل الوطن العربي. هل كانت معظم الدول تنوء تحت ضغوط الديون والقروض والتي هي الوسيلة المتاحة من قبل الدول الكبرى والصناعية على فرض سيطرتها وتمرير مشاريع وأمور سياسية مشبوهة على الدول النامية والفقيرة وذلك تحت حجة الديون والحاجة  .

  هل وهل؟ ؟؟

أسئلة كثيرة تراود المرء في هذا المضمار، قد لا  يتمكن بسهولة من إيجاد أجوبة لها.

وأظن أن الدول العربية قاطبة بحاجة لمشاريع على كافة صعد الحياة الاقتصادية والزراعية والتنموية وما إلى ذلك، فلماذا تجمد هذه الأموال وتوظف في المكان غير المناسب فيما معظم الدول العربية تقريباً تنوء بأحمال الديون وما يترتب على هذه الديون من فوائد عالية.

ما يؤلمني ويحز في نفسي أن الشعب في بلاد الغرب هنا ينظرون إلى الإنسان العربي على انه إنسان ثري يملك النفط ويقود افخر أنواع السيارات ويلبس افخر أنواع الملابس والحقيقة أن نسبة قليلة من الشعب تتميز بهذه الأوصاف على صعيد عام ككل.

المطلوب من الجميع وقفة والذات لمعالجة وإعادة النظر في مسالة حساسة ومهمة كهذه القضية والمتعلقة بمليارات الدولارات الموجودة خارج الوطن العربي فيما الحاجة الماسة تدعو لان تكون هذه الأموال ضمن الدول العربية لا قامة المشاريع الهادفة إلى تحسين أوضاع الدول العربية الاقتصادية وفي شتى المجالات لمجاراة هذه النهضة الاقتصادية في كل أرجاء العالم.

لا ننسى إننا على أبواب العام 2000 وما يعنيه ذلك من وجوب استعدادنا لان نطل على القرن المقبل بكل روحية علمية يكون الإنسان فيها هو المحور والأساس، لأنه بلا وجود لهذا الإنسان لا وجود لهذا العالم الذي وحده الله تعالى يعرف إلى أين سائر؟

وسط هذه الأسئلة المحيرة لابد أن نقف مجدداً ونتخيل مبلغاً كبيراً بحدود 600 مليار دولار ماذا يمكن أن يغير لو تم صرف جزء بسيط من هذا المبلغ وليس كله على المشاريع العربية التي هي بأمس الحاجة إلى الدعم المالي لتكون على مستوى راقي من الكمال والجودة.

حالتنا كعرب أصبح يرثى لها، والى متى كل هذا الإحباط ؟ أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟!

فتشت في بواطن الكتب لأجد وصفنا لحالنا الحاضر فلم أجد أجمل من قول ذلك الشاعر  :

    كالعيس في البيداء يقتلها الضمأ

                                   والماء فوق ظهورها محمول!

علي إبراهيم طالب

وندسور    كندا

على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                     علي   ابراهيم   طالب
                    وندسور    كندا
                   للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك  :
FACEBOOK PAGE :ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الاربعاء    17         نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x