بقلم علي إبراهيم طالب

مجلة الوطن العربي – فرنسا

رقم العدد 912

الجمعة 26/8/1994

 ليتني أعود طفلاً لأعيش إنسانيتي، تذكرت هذه القول عندما كنت أطالع إحدى الصحف العربية اليومية وتوقفت عند خبر يتعلق بطفل أسترالي عمره 14 عاماً واسمه كوكاس بيتسون. وقصة هذا الطفل أنه أقام دعوة قضائية ضد ناظر المدرسة التي يتعلم فيها، والسبب أن الناظر اتصل بوالدته تليفونياً يبلغها بأن ولدها قد حطم أحد أبواب المدرسة، مما اعتبره الطفل إساءة له ولمشاعره وبالتالي تشويها لصورته أمام والدته.

القضية الآن أمام القضاء، وهنا يتبين لنا أن هذا الطفل وعلى رغم صغر سنه أحس بأن الناظر قد أهانه بذلك العمل كما لو أنه يوجه كلامه إلى الناظر: كنت تستطيع أن تبلغني أنا ما تريد دون الاتصال بوالدتي ، أليس ذلك أفضل؟ وعلى ذكر القضاء والقانون أتساءل: هل أن القانون أصبح كالملابس كل منا يفصله على مقاس جسمه، وهل يجزأ القانون وكل شخص ينظر له النظرة التي تناسبه؟ ومناسبة هذا الحديث هو قصة ذلك الفتى الأميركي والذي حوكم في سنغافورة حكم على هذا الفتى بالجلد. هنا قامت قيامة أميركا وظلت وسائل الإعلام الأميركية تتحدث لأيام عن هذا الأمر، حتى وصل إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون وأدلى برأيه في هذا الموضوع.

أميركا تحركت كلها لأن أحد رعاياها حكم عليه بالجلد، ولعمري إنه أمر محير، فهناك شعوب بأكملها تجلد وتعذب وتقتل أم أن الإنسان في دول الغرب الراقية هو إنسان من الدرجة الأولى وبقية شعوب الأرض الإنسان فيها من الدرجة السادسة والسابعة.

إنه الإنسان المعذب. أينما أدرت وجهك إلى أي جهة من العالم ترى الظلم والعذاب والقتل. أين هي حقوق الإنسان؟ وماذا حل بهذا العالم المترامي الأطراف؟

إنها دعوة للمحافظة على إنسانية الإنسان بالدرجة الأولى وهذا ما أقرته جميع الأعراف والقوانين على مستوى البشرية قاطبة. كان الله في عونك أيها الإنسان!

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x