كلمات إلى مبضع الجراح

مجلة الحوادث

رسائل إلى المحرر

 لندن   بريطانيا 

العدد 2809.

الجمعة 3 أيلول 2010

 

جرت العادة أن يكتب المرء كلمات إلى الحبيبة أو الوطن أو الحياة ولكن الكلمات هنا تتوجه إلى شي آخر وغريب، أنها فعلاً كلمات أتوجه بها إلى مبضع الجراح نفسه الذي لي معه حكايات وقصص عديدة.

كانت الحكاية نفسها تبدأ عن الطبيب العادي ومن ثم ينتقل الأمر إلى الطبيب المختص ومن ثم يأتي دور الصور الشعاعية ومختبرات الفحوص على أنواعها وبعد صولات وجولات بين العيادات والمختبرات والفحوصات على أنواعها يقر الرأي على الأمر الأكيد والثابت لابد من إجراء جراحة عاجلة أذن إلى بيت القصيد لابد من (مبضع) نفسه كما هو المعتاد.

سأخاطبك وأتوجه إليك أيها المبضع بهذه الكلمات القليلة الصادرة من القلب مباشرة أتوجه إليك وأقول: أيا هذا المبضع الحاد رفقاً بهذا الجسد فقد تركت فيه الجراح والآثار العديدة وعملت فيه جراحة ذات الشمال وذات اليمين، إلا رفقاً به بعض الشي وجراح النفس أصبحت أكثر عمقاً واتساعاً من الجراح الطبية نفسها والحكاية نفسها تتكرر ودورة الحياة والزيارات إلى كل ما يمت إلى عالم الطب والمختبرات والمستشفيات بصلة.

هل أدمنت أيها المبضع الحاد عادة الجراحة في الجسد نفسه، وهل راق لك الأمر وفرحت به؟!

آه لهذا القلب، ما أكثر أحزانه وآلامه ولكن انى لهذه الأحزان أن ترحل وتترك مكانها للفرح والسعادة والعيش الهاني، متى؟!

 يبدو أن الحكاية أصبحت تتكرر كل مرة الدخول إلى هذا المستشفى او ذاك، من ثم تخدير موضعي أو عام ليس المهم ومن المهم إلى غرفة العمليات التي تتشابه في كل مكان و زمان، ممرضات أطباء، معدات على أنواعها، أضواء قوية في أعلى الغرف، مشارط و أدوية وقفازات وأقنعة وأمصال وما إلى ذلك تتحضر كل الأمور ويبدأ المشرط أو المبضع بالعمل وكأن كل الأمور والأشياء الأخرى وجدت لتنتظر ذلك المبضع الحاد للبدء بالعمل.

بهذه الكلمات أخاطبك من القلب أيها المبضع أن ترفق قليلاً بهذا الجسم فقد اثخنت الجراحات المتتالية روح وقلب هذا الجسم فيا حبذا لو تترفق قليلاً.

اعتذر مسبقاً وصادقاً من كل من يقرأ هذه الكلمات إذا كنت قد عكرت مزاج احد أو تسببت بالقلق والحزن لأحد ما إذا ما قرأ كلماتي هذه ولكن ما هو العمل، فهذه هي الحقيقة، هذه هي الحياة!

كلمات تخرج من قلب عانى ولم يزل من قسوة الحياة والآلام من سياطها تلسع ذلك الجسد فتترك الألم دون رحمة.

أعود وأخاطبك مجدداً أيها المبضع بأن أرفق قليلاً فهل تفعل؟!

علي إبراهيم طالب. وندسور-كندا

                     على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                     علي   ابراهيم   طالب
                    وندسور    كندا
                   للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الجمعة     19           نيسان   2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x