سعادة وهناء
شعر للوهلة الأولى أن كل حواسه مجتمعة تعمل بشكل جماعي ومتسارع كما لم تعمل من قبل ، كان ذلك عندما شاهدها للمرة الأولى في حياته في إحدى المناسبات الاجتماعية.
لا ينسى تلك اللحظة عندما لمح ذلك الوجه الملائكي الجميل الذي بدا وكأنه عصارة أبداع رسام فنان ومتميز رسم ذلك الوجه ، عندما تقّدم منها في وقت لاحق من تلك المناسبة نفسها كانت في غاية الذوق والرقة تبادلا أطراف حديث عام، ارتسمت على ثغرها الرقيق ابتسامة حالمة شعر معها للحظات أن المكان أضاء بأنوار ساطعة لم يشهدها من قبل .
ماذا حّل به؟ سأل نفسه ذلك السؤال تكراراً و مراراً دون ان يجد أي إجابة لسؤاله الذي بقى داخله هذا.
اعتاد على حضور المناسبات على أنواعها وعنده حب وشوق لمعرفة الناس بل يعتبر إنها جزء من شخصيته التي عرفها كل من يعرفه معرفة شخصية. أراد في تلك المناسبة تحديداً أن يّتعرف أكثر إلى الفتاة التي استطاعت أن تحيله إلى إنسان آخر مختلف ومنذ المرة الأولى التي شاهدها فيها مضت تلك السهرة وعاد إلى منزله الذي يعيش فيه وحيداً وبقى عقله وتفكيره هناك عند الفتاة نفسها التي استطاعت أن تستحوذ على كل مشاعره وأحاسيسه في تلك الليلة التي لم يعرف فيها معنى النوم وهو أمر يحصل معه للمرة الأولى في حياته مما أشار استغرابه الشديد والمفاجئ عندما أوى إلى فراشه كان طيفها الجميل يتراءى أمامه .
كان كلما اشتاق لسماع صوتها يبادر إلى الاتصال هاتفياً بها فيتبادلا أطراف الحديث سوياً وهو يدرك في قرارة نفسه وعقله ان هذه الانسانه أصبحت تعني له الشيء الكثير و المميز.
في احد الأيام وعلى طاولة الغذاء في احد مطاعم المدينة التي يسكنان فيها صارحها بكل ما يدور في قلبه من مشاعر وأحاسيس تجاهها وكم كانت فرحته مضاعفة عندما أبلغته بدورها إنها تبادله مشاعر الإعجاب والحب فشعرا معاً وكأنهما يحلقان عالياً فوق السحاب وتعاهدا في ذلك اليوم بالزواج وهو ما حصل بالفعل بعد شهر واحد من ذلك اللقاء الذي لا ينسى.
منذ اللحظة الأولى لتعارفهما شعرا إن كل حواسهما المشتركة تمتلك نفس المميزات والخصائص التي تجعل من حبها يسموا إلى أعلى الدرجات وأرقاها.
سارت حياتهما الزوجية على أحسن ما يرام تظللها علائم الوفاق والحب والتفاهم وكانا يخرجا عند الصباح معاً كل منهما يتوجه إلى مكان العمل، على أن يلتقيا بشكل يومي على مائدة العشاء التي كانت الزوجة تتفنن بوضع لمساتها الساحرة والجذابة التي كانت كفيلة بإسراع الزوج إلى منزله حال نهاية عمله وبعد انتهاء العشاء الساحر كانا يخرجا معاً في رحلة مشي قصيرة حول منزلهما متأبطين ذراع بعضهما البعض ويدور بين الزوجين حديث هامس وهادئ في حياة حبيبين تعاهدا على البقاء سوياً مدى حياتهما.
بالرفاه والبنين والبنات ايضا .
علي إبراهيم طالب/ وندسور /كندا
نيسان 2012
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي طالب يا زلمي شو هل الابداع فعلا .