سقوط الطائرة الإثيوبية المنكوبة في لبنان

علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا 
مجلة الحوادث – لندن
رسائل الى المحرر
رقم العدد  – 2783
الجمعة 5 آذار  2010
عندما نهضت من نومي في تلك الساعة المبكرة كعادتي على الدوام كل  يوم   ، أدرت جهاز التلفزيون وإذا بي أفاجأ بخبر  عاجل   واليم ومفجع من الوطن الحبيب لبنان ، سقوط طائرة ركاب إثيوبية بعيد إقلاعها بدقائق معدودة من مطار بيروت الدولي قبالة منطقة خلدة المواجهة للبحر تماماً  . انه تاريخ دامٍ للوطن ككل  وللعشرات من العائلات اللبنانية ولا سيما من منطقة الجنوب اللبناني الحبيب والمقاوم حيث تقول اخر المعلومات التي سمعتها حتى كتابة هذه الكلمات ان ضحايا تلك الكارثة البشرية الرهيبة يتوزعون على معظم قرى ومدن الجنوب اللبناني بأسره .
اليوم هو الاثنين الواقع فيه ٢٥ كانون الثاني من عام الجديد ٢٠١٠ شاهدت على شاشة تلفزيون احدى الفضائيات اللبنانية أهالي ضحايا الطائرة المنكوبة وهم ينتحبون ويبكون بكل حسرة وألم أقاربهم الذين سقطوا شهداء بهذه الطريقة الأليمة والعشرات أيضاً من أبناء الجالية الإثيوبية في لبنان يبكون أيضاً أحبة  لهم  سقطوا في  ذلك الحادث المشؤوم   والمؤلم  الى اخر الحدود  .
اكتب هذه الكلمات والساعة تشير في يدي الى العاشرة صباحا بالتوقيت الكندي المحلي اي هي الساعة الخامسة عصرا بتوقيت لبنان الحبيب ، هذا اللبنان العصي على الكوارث والمحن على كافة الصعد والذي يدفع أبناؤه ولا سيما من المغتربين والمهاجرين في مشارق هذه الأرض ومغاربها بحثا عن لقمة العيش في سبيل العيش الكريم الحر ومن أبناء الجنوب اللبناني تحديدا الذين انتشروا في كل بقاع هذه الأرض وان كانت أفريقيا تحديدا المكان الأكثر حضورا وعملا للعدد الأكبر من أبناء ذلك الجنوب اللبناني العزيز .
كان علي ان أكون خارج المنزل طيلة النهار اليوم لارتباطي بعدة مواعيد مختلفة وكنت اذهب الى المنزل بين الموعد والآخر لاتوجه الى شاشة التلفزيون ومتابعة الحدث المأساوي الذي يشهده الوطن الحبيب لبنان  ،  بعد ان عشنا كارثة مشابهة لهذه الكارثة عندما سقطت طائرة كوتنو وسقط يومها عدد كبير من الشهداء الوطن والاغتراب اللبناني الذي يدفع يوما بعد يوم ضريبة الغربة عن الوطن الحبيب في سبيل لقمة العيش الكريمة والعيش الحر الهانئ   ، حدث ذلك في ٢٠٠٣ .
كتبت في هذه الزاوية تحديدا الكثير من المقالات التي تتحدث عن شؤؤن وشجون هذا الاغتراب اللبناني الذي يكاد لا يوجد زاوية من زوايا هذا العالم بأسره الا ويوجد فيه تواجد اغترابي  لبناني   .
اكتب هذه الكلمات في هذه اللحظات والساعة تشير في يدي الى الثالثة والنصف بعد الظهر اي انها العاشرة والنصف مساء في لبنان باختلاف التوقيت بين كندا ولبنان ، ومثلما استفاق لبنان في الفجر الباكر على هذا الحدث الأليم والمفجع فانه ينام على أخبار تلك الكارثة الأليمة والحزينة الى ابعد الحدود . من داخل قلبي أتوجه بأحر وأسمى آيات العزاء بهذا المصاب الكبير والمهيب الى كل من فقد حبيبا أو قريبا في هذه الكارثة التي اصابتنا هنا حزنا على أناس أبرياء ذنبهم أنهم انتشروا في مشارق هذه الأرض ومغاربها يطمحون الى حياة افضل وعيش هانئ فقط دون غير .
اسال الله تعالى ان يرحم أرواح الضحايا جميعهم ويسكنهم فسيح جناته وان يلهم أهاليهم وأحبائهم وأولادهم الصبر والسلوان على هذا الخطب الجلل ، إنّا لله وإنّا  اليه راجعون  .
 والبقاء لله ذي الجلال والإكرام .
كل الرحمة   والمغفرة  لجميع الشهداء الابرار   ، شهداء   لقمة العيش  الكريم   هذه المرة  .
                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الاثنين   22     نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x