عندما تخطىء الزوجة

عندما تخطيء الزوجة
      علي إبراهيم طالب
       وندسور – كندا
       مساحة حوار
  جريدة   : صدى المشرق
– مونتريال  -كندا
      21 – 4 – 2009
عندما وصل وحيد إلى هذه البلاد قبل عقدين من الزمن حمل معه في حقائبه طيبة وإنسانية ابن البلد البسيط الذي يحترم كل الناس ويحافظ على مشاعر الآخرين وأحاسيسهم في كل زمان ومكان .
كانت شخصيته محببة وحضوره في أي مجتمع خفيف وممتع وإن كان يبقى على مسافة مُعينة من التدخل في شؤون الآخرين وجل ما كان يفعله هو إعطاء بعض النصائح في حال تم سؤاله عن أي مسألة أو أمر ما بحكم صداقاته وعلاقاته مع عدد من الأسر والأصدقاء في الجالية والتي ينتمي إليها تنتشر بأعداد غفيرة في تلك المدينة   الغربية  تلك  .
في أحد المناسبات الاجتماعية التقى بطريقة المصادفة تلك الفتاة (منال ) حصل بينهما تعارف سريع ودعته بدورها ليتعرف إلى والديها الذين رحبا بالشاب وتكررت اللقاءات بين وحيد وأسرة منال ولاسيما بعد أن أبدى إعجابه بمنال وقرر التقدم للزواج منها وهو ما حصل بعد عدة أسابيع فقط من اللقاء الأول بينهما وتم الزفاف بين العروسين السعيدين بالرفاه والبنين على الدوام .
عاش الزوجان حياة سعيدة لا يعكرها أي شيء سوى بعض ألامور والمشاكل الثانوية التي تحصل بين أي زوجين فكان وحيد حريصا على رضى منال على الرغم من أنها كانت تتجاوز بعض الحدود معه أحيانا ولكنه كان مصرا على ان تبقى العلاقة بينهما علاقة حب ومودة كان الزوجان يخرجان إلى عمليهما كل صباح على أن يلتقيا ثانية عند الخامسة عصرا من كل يوم وأحيانا يحصل أن يعمل وحيد لساعات إضافية بعد الظهر فيتأخر الزوج بالحضور إلى المنزل حتى الثامنة وأحيانا التاسعة فيلتقي الزوجين على مائدة العشاء تظللهما علائم والوفاق والحب التي ترفرف على منزلهما الزوجي السعيد .
عاد وحيد في إحدى الأمسيات إلى منزله ليفاجئ بزوجته تنقل له الحدث السعيد فهي حامل في  الاسابيع  الاولى  فشعر بسعادة عارمة وأحتضن زوجته التي شعرت بشعور غريب لم تشعره من قبل بأنها ستصبح أم بعد عدة اشهر كان شعور  جميل الى ابعد الحدود   .
  رن جرس الهاتف على مكتب وحيد في أحد الايام لتبلغه والدة منال أنها موجودة في المستشفي في حالة ولادة فما كان منه إلا التوجه إلى المستشفى وما ان وصل إلى قسم الولادة حتى زفت له حماته الخبر السعيد مبروك فقد رزقك الله بولد .
فرح وحيد كثيرا بوليده وعادت الأسرة   الصغيرة المؤلفة من الزوجين والطفل الجديد إلى منزل العائلة وكان أول قرار أخذته منال أنها لن تعود إلى العمل مجددا حتى تبقى إلى جوار طفلها  وهو امر   مبرر  حتى يحظى الطفل  بكل الرعاية اللازمة من والدته  .
لاحظ وحيد أن زوجته تهتم بالطفل بشكل غريب حتى أنها ومنذ حضورها وطفلها من المستشفى في اليوم الأول قررت أن تنام في غرفة الطفل والحجة أنها تريد أن تبقى إلى جانبه ليل نهار ولا تريد أن تفارقه أبدا  ،  ولم يعترض  وحيد على هذا الامر بتاتا  .
مرت الأسابيع والأشهر ومنال على ذات الحال فمرة تطلب من زوجها شراء أكل جاهز  ،  ومرة تطلب منه أخذ ملابسه إلى محل غسيل الثياب   ، وبدا وحيد في حيرة من أمره فهو زوج وله على زوجته حقوق وواجبات مع انه يعرف أن حياته وعمله كله هو لهدف واحد لبيته وزوجته وابنه ولكن يبدو أن زوجته نفسها نسيت في غمار الاهتمام الزائد والغريب بأبنها بأن لها زوجا يخرج كل يوم في الصباح الباكر ولا يعود إلا في ساعات المساء الأول فهو بحاجة لوجود الزوجة التي تحضر له أبسط المتطلبات التي يحتاجها أي زوج ولا سيما أنها تركت العمل وهي متفرغة للطفل فقط .
حاول وحيد التحدث مع زوجته مرارا وتكرار ولكنه كان يصدم بواقع اليم ومر إلى أبعد الحدود لزوجة اهتمت فقط بطفلها ونسيت أن لها زوجا كريما أعطاها كل شيء في هذه الحياة كما لم يعط أحد من قبل فعاش في مرارة وحيرة أكيدتين منتظرا أن يقضي الله أمرا كان مفعولا   .
عسى  ولعل  ؟؟
                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
              الاربعاء   24   نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
2 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Mima
Mima
10 years ago

سيد علي أهنئك على مقالتك وكتاباتك الجميلة . إسمح لي أن أسأل لماذا مقالتك تنتهي فجأة ومن دون نهاية . لقد قرئت مقالتك عن وحيد مع والدته وعند النهاية كان السؤال أيضاً ماذا حصل بعد ذلك . تمنياتي لكم بكل الخير .

2
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x