بقلم علي إبراهيم طالب

أخبرني صديق عاد مؤخراً من زيارة إلى الوطن العربي ولبنان عن المناسبات الاجتماعية والثقافية المتعددة التي تحصل كل يوم، سواء في العاصمة بيروت أو في كافة المناطق اللبنانية، وتعجب هذا الصديق من هذا النشاط المحموم من عروض مسرحية ومعارض وندوات وتدشين منشآت جديدة أو إعادة افتتاح مراكز ثقافية وسياحية بعد إعادة ترميمها.

وحدثني الصديق وهو أخصائي في أمراض القلب عن ظاهرة حدثت له عند كل زيارة يقوم بها لأحد البيوت، فإلى جانب الضيافة المعهودة من القهوة والشاي والعصير والفواكه والمكسرات، كان يجد في كل منزل صينية مليئة بعلب السجائر المختلفة فيقوم رب الدار بتقديمها للزائر ليختار منها ما يشاء تدخينه، وهذا الأمر يستحيل حدوثه هنا في كندا فإنك لن تجد أية علبة دخان في أي منزل كندي تزوره حتى وإن كان اصحابه من أعز أصدقائك.

سألت صديقي وهو من أصل لبناني ومن مواليد كندا: كيف رأيت لبنان وشعبه؟

أجابني: الحمد لله. لقد كنت مرتاحاً جداً في زيارتي الأخيرة. وقد اصطحبت معي زوجتي الأجنبية وابني، وهما يزوران لبنان للمرة الأولى.

وللحال سألت الطبيب عما إذا كان يفكر بالعودة إلى لبنان للإقامة فيه ولو بشكل متقطع بسبب تحسن الأوضاع فيه. وأجابني بأنه يفكر بالأمر جدياً، وهو ينوي فتح عيادة له هناك ويقيم في موطنه الأصلي ثلاثة شهور في السنة.

أفرحني حديث الطبيب الصديق ، وإني من هنا أطلقها دعوة محبة إلى كل الكفاءات والخبرات اللبنانية المنتشرة في أركان المعمورة بالمشاركة في إعادة ما تهدم في لبنان، كل ضمن إمكاناته وقدراته حتى تعود العافية والصحة إلى الوطن.

ولكني أقول بصراحة أن العافية ستظل منقوصة مادام النزف حاصلاً في الخاصرة الجنوبية للوطن بسبب الاحتلال الإسرائيلي لكن بفضل المقاومة الحرة الشريفة سوف تحرر الأرض ويعود الحق إلى أصحابه، وعندها تصل سفينة الوطن إلى بر الأمان ونردد جميعاً وبصوت واحد عال يتردد في الجبال والوهاد:

كلنا للوطن للعلى للعلم.

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x