العلاقات الاجتماعية بين المهاجرين العرب في الغرب

من جعبة الأيام

                     بقلم : علي إبراهيم طالب
                   وندسور – كندا
                   المهاجر الجديد
                  – العدد 170
                   نيسان – أبريل 2008
الحياة السريعة والمتلاحقة التي نحياها وخصوصا في بلاد الغرب هذه تركت الأثر السيء في العلاقات الاجتماعية والأسرية على حد سواء  ، فالحياة  سريعة ومتلاحقة   والايام  تجري  بسرعة الرياح   والكل  مشغول   ويجري  وراء    الرزق  بشكل متسارع   رهيب .
في أواخر الثمانينات من القرن الماضي التقيت في بيروت بشخص اعرفه يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية وذهب لزيارة أهله في لبنان حدثني بأنه لا يرى أولاده وهم يعيشون في نفس المنزل الا غالبا في عطلة نهاية الأسبوع هذا اذا اجتمعوا في يوم العطلة أساسا فالكل مشغول بأمور وشجون هذه الحياة المادية الفانية  ،   قد لا يستوعب  المرء  وهو في الوطن  طبيعة الحياة في هذه البلاد    وان كانت الحياة باسرها  اضحت  اصعب  من اي  وقت مضى    سواء في الوكن الام او في دنيا الاغتراب   بشكل  عام  .
طبعاً عندما حضرت الى هذه البلاد أوائل العام ١٩٩١ وعشت التجربة الكندية في العموم وجدت ان ذلك الشخص صادق فيما قاله فالكل مشغول والحياة سريعة والكل يلهث مسرعاً في طاحونة الحياة الدائرة بشكل سريع وهستيري  ، في بعض المناسبات الاجتماعية للجالية العربية أستمع احيانا كثيرة الى الناس تعاتب بعضها البعض فهذا يتّذمر من ضيق الوقت وذلك يقول أن الناس تّغيرت فيما وصل شخص ثالث الى نتيجة مفادها ان على الانسان أن يعيش مع نفسه معزولاً عن الآخرين وحجته أن التعاطي الكثير مع الناس يجلب المشاكل والصعوبات  .
طبعاً لكل انسان رأيه في مشاكل هذه الحياة وصعابها ولكن الشيء المؤكد ان الحياة العامة في الغرب هي حياة صعبة ومتلاحقة في المفهوم ألمادي لهذه المجتمعات ومن الطبيعي في المرحلة الشاقة للبحث عن الثروة والدولا آت ان تتأثر العلاقات الاجتماعية والعائلية الى حد كبير والذي يتابع الإحصاءات والدراسات عن مواضيع العائلة والزواج والعلاقات الاجتماعية بين أفراد هذا المجتمع ،  يجد البون الشاسع في الاختلاف الكبير الذي يعاني منه المجتمع الكندي والغربي عامة مقارنة مع المجتمعات الانسانية الأخرى على سطح هذه الكرة الأرضية المترامية الأطراف من الطبيعي ان ضغوط الحياة وقسوة ساعات العمل في هذه البلاد تُحّولِ المرء الى مجرد آلة صّماء بحيث يتحول هذا الشخص نفسه الى مجرد رقم معين في ملفات هذا المعمل أو تلك الشركة وهذا واقع حقيقي ومؤلم في آن معاً .
طبعاً يوجد أختلاف حقيقي وواضح في طبيعة تفكير بعض الناس فالبشر تختلف اختلاف كبير في طريقة التفكير والنظر الى الأمور بنظرة واحدة ويعود هذا الأمر الى عقل وتفكير كل واحد منا في حكمه على الأمور عامة .
طبعاً التجارب في الحياة يكون لها الأثر البليغ في كيفية التعامل الإنساني بين بني البشر أحياناً أصادف أشخاصا عرب مضى على وجودهم في هذه البلاد عشرين وثلاثين سنة فاراهم للمرة الأولى فأصاب بالعجب لهذا الأمر وعندما اسألهم عن هذا الأمر يقولون من العمل الى البيت وبالعكس لا وقت لدينا للمشاركة لا في الأفراح ولا في الأتراح فالمهم عندنا هو عملنا فقط وليس أي شيء اخر .
اذا أخذنا مثلاً مدينة وندسور التي أعيش فيها منذ وصولي الى كندا تقول إحصائيات ان عدد سكان العرب فيها اكثر من ثلاثين الف نسمة فيما تقول إحصاءات اخرى لا بل أنهم بحدود الأربعين الف نسمة ، المهم ان هذه الجالية الكبيرة بعددها لمدينة بأسرها يبلغ عدد سكانها مئتين وعشرين الف نسمة هو عدد كبير نسبياً ، فإن هذه الجالية العربية الكبيرة لا تملك نادي يجتمع فيه أبناء الجالية في مناسباتهم أسوة بالجاليات الأخرى الموجودة مثل الإيطالية والصينية والبرتغالية وغيرهم طبعاً انا لا أتحدث عن المؤسسات الدينية من مساجد وكنائس الموجودة بكثرة  ،  ولكن عنيت الجانب الاجتماعي لإيجاد مكان للقاء الناس مع بعضها البعض ، ولهذا الأمر أسباب كثيرة ويعرفها الجميع دون استثناء ولكني لا أرى ان قيام تجمع أو نادي عربي يجمع كل العرب تحت مظلته هو أمر معيب أو خطأ الا اذا أصر العرب على تفرقهم وبعدهم عن بعضهم البعض كلمة للتاريخ ان هذا الأمر مؤلم الى ابعد الحدود وادعوا الله تعالى ان نجتمع دوماً على الوحدة والحق .
نسأل الله التوفيق لعموم أبناء الجالية والى اللقاء في عدد قادم .
                                على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
              الاربعاء   24   نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x