عن مسلسل باب الحارة ( الجزء الثالث )

« شكلين ما بحكي »

باب الحارة ٣ هو الأفضل
بقلم : علي إبراهيم طالب
     وندسور – كندا
جريدة   :  صدى المشرق
مونتريال   كندا
تشرين الاول       2008
الشيء الثابت والأكيد انه لم يحظى مسلسل تلفزيوني بالجماهيرية ونسبة المشاهدة العالية التي وصل إليها مسلسل باب الحارة بأجزائه الأول والثاني ومؤخراً الثالث على رغم الغياب الكبير والفاعل لعدد من النجوم الذين أغنوا العمل بجزئيه السابقين وخصوصا الغياب اللافت للمثل القدير عباس النوري (أبو عصام ) .
من الطبيعي أن المخرج بسام الملا ولظروف إنتاجية أو مادية ربما اضطر إلى الاستغناء عن أبطال صنعوا مجد المسلسل في جزأيه السابقين وقد قرأت الكثير من الكلام والنقد الفني ضد المخرج نفسه والجهة المنتجة لاستبعادها أسماء كبيرة من المسلسل في الجزء الثالث لأسباب كثيرة يبدو انها لم تكن مقنعة للسواد الأعظم من المشاهدين وأنا منهم لغياب المنطق والمبرر لهذا الغياب  الذي  برايي  المتواضع   ترك اثر  واضح  على   مشهدية المسلسل    بشكل  عام  .
البعض يسأل كيف استطاع هذا المسلسل تحديدا وتلك الدراما السورية المتميزة بالاستحواذ على ذلك الاهتمام الشعبي المتميز مما جعلها تحظى بنسبة المشاهد الأعلى التي لم يسبق لأي مسلسل أو عمل فني عربي أن حاز عليها أقله في العقود القليلة الماضية .
الجواب بكل بساطة يمكن في ان هذا المسلسل حاكي المواطن العربي العادي سواء في الوطن العربي ككل أو حتى في بلاد الاغتراب والانتشار العربي   ، وإعاد  له صورة الحياة البسيطة العادية التي تمثلت بعيش أبناء تلك الحارة واجتماعهم في السراء والضراء يفرحون في المسرات والأفراح ويشعرون بالحزن والمواساة في أيام العزاء والمصاعب والمحن .
أصبحت الحياة سريعة وفقدت الناس الكثير من عاداتها وتقاليدها الجميلة التي أضحت على ما يبدو من الماضي الجميل الذي نتذكره فقط من خلال مسلسل  تلفزيوني أو عمل فني ما  .
وفي هذه العجالة اسجل عتبا على وسائل الإعلام العربية على اختلافها لتجاهل اسم كاتبي هذا المسلسل وهما فاروق قاووق وكمال مرة وفيما نجد أن كاتب أي عمل في بلاد الغرب يأخذ حقوقه المادية والمعنوية على أكمل وجه نجد انه في بلادنا يتم الانتقاص من هذا الأمر    ،  وينسى الكثيرين   ان  لا عمل  ينجح  مهما  بلغت   شهرة الممثبين   دون ابداع  كاتب  سهر الليالي  الطويلة  وعمل  على  عصارة  عقله وجهده  لكي  يصل  للمشاهد الكريم   اي  عمل   فني  ناجح  وله كل هذه الشهرة   القوية والغير مسبوقة  في  دنيا  الفن العربي   عامة  ليس  على مستوى  الشقيقة سوريا   بل على مستوى كل الوطن العربي  ومنها الشقيقة الكبرى مصر   التي  لها  الباع الطويلة في صناعة الفن العربي  من سينما وتلفزيون ومسرح  وقدمت للفن العربي  عامة  قامات واسماء  كبيرة اكثر من ان تعد او تحصى وفي مجالات فنية عديدة  .
على الرغم من غياب أبو عصام وآخرين من المسلسل فإن المشهد العام للمسلسل قد قارب النجاح واستطاع المخرج بسام الملا كعادته في ختام كل جزء رسم صورة وطنية مشرفة لمقاومة المحتل  وجعله يدفع ثمن احتلاله   الغاشم   على الدوام  .
كل ثورة حرة وشريفة تحارب المحتل وتخرجه ذليلا خاسرا مهما طال الزمان .
تصوروا معي لو ان أبو بدر مثلا تطوع في الدرك أو ان أبو جاسم تزوج من فريال  مثلا  ،  ماذا كان سيحصل  ؟؟ !!!
لا ادري كم جزء من باب الحارة سنشاهد مستقبلا اذا بقينا من الأحياء في تلك الخطوات السريعة وا لمتتالية التي تخطوها الدراما السورية نحو المزيد من التألق والنجاح لهذه الصناعة الناجحة إلى أبعد الحدود ومن يعش يرى !!!
                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
               الخميس   25     نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x