بقلم : علي إبراهيم  طالب
                وندسور – كندا
                مجلة الحوادث – لندن
                 رسائل الى المحرر
               العدد 2291
               الجمعة 29 أيلول 2000
اذا سأل احد ما هذا السؤال ، متى يفرح الإنسان ويشعر بالسعادة تغمر قلبه ؟؟
قد يجيب الأول : عندما يمتلك الكثير من المال الوفير ، ويقول الثاني : عندما املك بيتناً فاخراً وسيارة عصرية من اخر الموديلات ويجيب شخص ثالث : عندما أكون انا وأفراد عائلتي بأتم أثواب الصحة والعافية . وربما يأتي شخص رابع ويقول ان منتهى السعادة عندي وراحة البال تكمن عندما اشعر ان الله تعالى يرضى عن أعمالي فيكون ذلك عندي يوما عظيماً وسعادة كبيرة لا توصف .
ما اجمل ان يمتليء قلب الانسان بالحب والخير والمروءة على الدوام وينتهج خطاً واضحا في حياته قوامه الاستقامة وقول الحق ومناصرة  العدل  .
من الجميل والمفيد في ان معاً ان يحافظ اي انسان على إنسانيته بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ جميلة ومناسبة تصلح لكل زمان ومكان في هذه الدنيا .
ان المرء الذي يضع ميزان الضمير في اي عمل يقوم به أو خطوة يقدم عليها ، فان النجاح والتوفيق سيكون دوما   الى جانب  هذا العمل لا محالة .
انظر أيها الانسان الى أخيك الانسان ، الحر الضمير والنزيه في حياته وأعماله ، الصادق بحق نفسه ومع الآخرين كن مثله في تعاملك مع باقي بني البشر ، فإذا كنت طبيبا حافظ على قسمك الطبي وتعامل مع كل المرض والناس بشكل إنساني وحضاري وهي من قيم عمل الطبيب ومهنته الرسالية . واذا   كنت  قاضيا  فلا تنسى وانت تجلس  تحت قوس العدالة  ان ارواح الناس  ومصيرهم  ليست  امور سهلة يستطيع المرء  ان يتهاون فيها   مهما كانت الظروف والمعطيات التي  تحيط بك من كل جانب  .
انت أيها الانسان اذا كنت سائقا فاعلم أيضاً ان أرواح الناس غالية ، فحذار من التهور سواء أكان معك ناس وان تقود السيارة أو عموم الناس التي تسير في الطرقات  ،  أما اذا كنت ايها الانسان عسكرياً فتذكر دوما انك وقفت يوما امام علمك الوطني وعاهدت الله والشعب والوطن ان تحافظ على ترابك الوطني وإياك وخيانة الوطن فإنها جريمة عظمى وكبرى لا تغتفر  ،  وان واجبك   بالدفاع عن الوطن والارض  هي  لعمري  من  اقدس الاقداس  في  كل شرائع   ودساتير هذا الكون  باسره   قاطبة  .
إياك ايها العسكري الشريف  ان تسمح للوساوس بأن تدخل الى قلبك وعقلك فأنت عليك واجب عظيم ومقدس وعليك ان تكون بمستوى المسؤولية  الملقاة عليك  وان تحافظ   دائما وابدا وبضراوة وببطولة  فريدة على العهد والقسم .
أما انت ايها الحاكم فاحكم بعدل ومساواة بين الناس ولا تدع السلطة وحب الزعامة والقيادة من ان تخطف منك الروح الانسانية الخالدة في داخل كل واحد منا ، اجعل نفسك المثال الأوحد لخدمة الوطن وراحة الشعب مهما كانت المسؤوليات كبيرة والملمات صعبة ومتلاحقة افسح ايها الحاكم المجال لكل أبناء شعبك ان يقولوا ما يختلج في نفوس أبنائك ولا تجعل قوة الحكم والكرسي ان تجردك من إنسانيتك التي من الله تعالى بها على كل أبناء البشر دون أي استثناء .
فلنجعل كل أعمالنا مراقبة من ضميرنا وان لا نقدم على اي عمل قد نندم عليه أو نشعر بداخلنا بذلك الصوت الذي يحكم على أعمالنا سواء أكانت جيدة وصالحة أو سيئة وضارة بشكل عام .
كل انسان في هذه الحياة قد تكون له نظرة مختلفة الى الأمور ولكن يبقى الحق حقاً والباطل باطلاً فلنترك الأمر لضمائرنا واحساسنا الإنساني الخالد الذي خصنا الله تعالى به .
ان اجمل الصور في هذه الدنيا هي القناعة على كافة المستويات ان يقتنع الانسان في حياته بالشيء المكتوب له ، فكل شخص يحصل على رزقه وما اللجوء الى وسائل غير مشروعة وخاطئة لتحسين أوضاع الانسان الا إثبات ان شخصية الانسان قد تؤدي به الى التهلكة اذا ما سار وراء نزواته ولشهواته التي قد تؤدي به الى الدمار الشامل على كل المستويات . ايها الانسان الخيار  الاول  والأخير هو  لك   فانت  صاحب القرار  في اي وجهة تريد لحياتك  ان تتجه   فدع الامر لضميرك وانسانيتك  اولا واخيرا  .
كاتب  هذه الكلمات  يسأل الله تعالى ان يمن على كل من يقرأ هذه الكلمات  بالصحة والعافية والنجاح الدائم  انه سميع   مجيب الدعوات    بالامس واليوم  والى اخر يوم في هذه الحياة  .
                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                 الجمعة   26  نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x