أريج الوطن
علي إبراهيم طالب
ونسور – كندا
مجلة الاتحاد – وندسور
العدد 9 أيلول 2000
الوطن هذه الكلمة الجميلة التي تخبئ في ثناياها كل مفردات الحب والإخلاص والاعتزاز بمسقط رأس الإنسان ، ومرتع طفولته ، والمكان الأمين للذكريات الحلوة الطيبة العطرة .
إذا أردت أن أتحدث عن تجربتي الشخصية في هذه الحياة ولا سيما موضوع حب الوطن والوفاء له فإنني أقول بكل صراحة بأن للوطن الحبيب لبنان حب كبير لا يوصف ولا تستطيع كلمات قليلة أن تفي بالحاجة المطلوبة  ولا سيما  في  غربتي  الاليمة  هذه   .
في واقع الأمر ، إن حب الوطن يجب أن يعيش داخل أي كائن بشري ، وحق علينا أن نخلص ونكون أوفياء في هذا الأمر  مهما كانت  الظروف   والمعطيات   وقساوة الحياة سواء  في  الوطن او المهجر   على  حد  سواء  .
مناسبة هذا الكلام ما ألاحظه  من أن بعض الأخوة العرب الذين جاءوا من أقطار  عربيةٍ شقيقةٍ متعددة   عندهم جحود وعدم وفاء بحق بلدانهم ، وإني آسف لقول هذا الأمر ونعالج السبب الذي يدفع أي شخص عربي للتحدث عن بلده بالسوء في سبيل الحصول على أوراق الإقامة في هذه البلاد أو لوجود أسباب أخرى  ، ولكن برأيي  المتواضع  بانه  لا يوجد اي  مبرر  لنتحدث عن اوطاننا   بسوء  ولا سيما امام   الغربيين  ومهما كان الاسباب  كما ذكرت  .
أقول أن الإنسان الغربي الذي ننتقد ونشتم أوطاننا أمامه فإنه لا يحترمنا على الإطلاق لا بل ينظر إلينا نظرة شك وريب ، وسيقول هذا الشخص الغربي (إذا كان هذا الإنسان العربي لا يوجد عنده إخلاص ومحبة  لوطنه الام  ومسقط  رأسه   فكيف بالحري بي أن أتخيل أنه سيحب بلدي  هذا  )  ؟
   إن وطن الإنسان هو ضميره وشرفه ، فيجب علينا كعرب ومن أي قطر عربي شقيق أتينا أن ننتبه إلى هذه النقطة تحديداً وأن لا نتحدث بسوء عن أي بلد عربي مهما كانت الأسباب والموجبات لهذا الأمر .
   وطن الإنسان هو غطاؤه والإنسان بلا غطاء يشعر بالبرد يسري داخل دمه !
وردني رد لطيف من ” المخلص ” جواباً على التعليق الذي نشرناه في العدد الماضي في زاوية “حقيبة الاتحاد” ولقد أظهر القارئ الكريم تفهماً طيباً للرد يدفعنا إلى شكره ودعوته إلى مداومة مراسلتنا ومناقشة الموضوعات التي تنشر على صفحات مجلة ” الاتحاد ”
شكراً مرة أخرى للقارئ المذكور ولجميع القراء الذين يوافوننا بنقدهم البناء .
إن أجمل نقد هو النقد الموضوعي البنّاء المرافق باقتراح الناقد ويستحق الدراسة والتحليل والاستفادة منه . لأن الناقد عادة ما يبني نقد على رأي مختلف نحتاج أليه ، وليس من العدل أن  نتجاهل   نقدنا ونخفي رأينا .، فلكل   انسان في هذه الحياة  رأي  مختلف  ولنعمل بتلك المقولة المأثورة  :   الاختلاف  في  الاراء  يجب  ان لا يفسد  في  الود  قضية  على الاطلاق   .
هكذا  ارى الامور  واحترم كل الاراء  مهما  اختلفت  عما افكر به   المهم ان نبقى على انسانية كل فرد منا في  هذه الحياة وان نحافظ عليها  قدر الامكان  .
                                على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                  الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
   FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                السبت   27    نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x