ألام وأحزان صابر

ألام وأحزان صابر
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
العدد 2287
الجمعة 1 أيلول 2000
قد يتعرض الانسان من خلال حياته اليومية التي يعيشها الى الكثير من المشاكل والعوائق التي تواجهه بين الفنية والأخرى فأن تتعرض لحادث سيارة أو تدخل المستشفى مثلاً أو يُصاب احد أفراد عائلتك بمرض ما فإنها أمور تبدو طبيعية وقد تحدث في اي عائلة وفي اي مجتمع ولكن ان تتوالى عليك الحوادث الواحد تلو الأخر فهذا ما يدعو للعجب وهذا بالفعل هو حال صديقي صابر في هذه الحياة ، لا ادري بالضبط ماذا حصل لهذا الشخص ، ولماذا تصر هذه الحياة على معاندته بهذا الشكل الملفت والمأساوي معا .
مشكلة صابر انه يتحمل هذه المصائب والمعاناة كلها في صدره وقلبه ، وكأني به يقول ان كل إنسان عنده ما يكفي من المشاكل ولا أريد ان احمّل أحداً ما أعاني منه وما اتألم بسببه .
هكذا صابر منذ عرفته انسان طيب القلب لا يضمر للناس بأسرهم الا الخير والمحبة والنجاح والله يشهد على هذا الكلام اذكر ان اخر مرة ذهب فيها صابر الى طبيب العائلة ان هذا الأخير تألم كثيرا لحالة صابر النفسية والمعنوية وقال له بالحرف الواحد ( ان ما جرى ويجري معك بالكاد  يستطيع عدة أشخاص مجتمعين تحمله فكيف بالحري على انسان واحد ان يحمل كل هذه الأمور مجتمعة ودفعة واحدة ) !!
كان  ذلك الطبيب  يتحدث  عن عدة امور  طبية ونفسية معا  تعرض لها صابر   في  فترات  من الوقت بدت متسارعة ومتلاحقة   الى ابعد الحدود ولا يستطيع شخص واحد تحملها الااذا   كان  ذو  ارادة   فولاذية   وصلبة   في ان معا  .
لم يكن الموت هو وحدة السبب لما يعانيه صابر ، وان كان احد الأسباب الهامة والمؤلمة في حياة صابر بعد ان اختطف الموت وبشكل فجائي احد أفراد عائلة صابر ، ولكن كانت هناك أمور ومشاكل اخرى أصرت على ما يبدو ولسخرية الأقدار ان تأتي على دفعة واحدة وفي مسافة زمنية قريبة وتكاد لا تصدق .
وكأني بصابر اسم على مسمى فانه يصبر ويحمد الله كثيرا على جميع نعمه حتى اني سمعت أحدهم يخاطب صابر يوما  :   ( الله تعالى يكون معك يا ولدي فما تحمله في قلبك كبير جداً على من هم في سنك   ، ولكن أتكل على الله ولا تدع اليأس يدخل الى قلبك أو ان يتحكم بأعمالك ) .
الكل يعلم ان في هذه الحياة أفراحاً واتراحاً سعادة وشقاء ، فلماذا لا يرى صابر من هذه الدنيا الا الشقاء والحزن والأتراح ، لماذا ؟
ماذا يفعل صابر ، والى من يشكو همّه وحاله ؟ انه انسان بسيط جداً عفوي القلب واللسان ، لا ينافق أحدا ، يقول كلمة الحق ويمضي دون اي خوف أو وجل من ذلك وذاك   .
صابر انسان شريف وحر في ما يفكر لا يعتدي على الآخرين يحترم آراء الجميع وان اختلف مع احد ما في الرأي فانه يتقبل هذا الأمر بروح رياضية إنما تنمّ عن شخصية قوية ومحببة .
هذا الانسان الذي يتمتع بكل هذا الصفات الطيبة والمزايا الحميدة ، لماذا يصادفه هذا الكمّ الهائل من العوائق في حياته المضطربة المقلقة دائما ؟
يشعر صابر بينه وبين نفسه ، انه اذا ما طلب احد ما منه اي خدمة أو أمر ، فانه يسارع وبأسرع من البرق لإنجاز هذا الأمر لسائله ، ولا يطلب اي اجر أو مقابل ، سوى ان يرى ابتسامة الرضى والسعادة على وجوه البشر ، كل البشر دون التمييز بينهم في اللون والعرق والمعتقد .
لا يقبل صابر الظلم بأي شكل من الأشكال وهو مستعد لمحاربة الظلم والظالمين حتى ولو يتطلب هذا الأمر بأن يضحي بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذا الأمر .
انظر الى صابر وكأني به يردد الكلام الذي قال الشاعر منذ القدم   :  لو حملت الجبال ما احمله صارت دكاً وخرّ موسى صعقا  .
 انه بكل اختصار ، صابر !!!
انه  صابر على كل هموم   واحزان  والام  هذه الحياة مجتمعة   وكأنها  من نصيبه  وحده  فقط  لا   غير  .
                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                             الثلثاء  30    نيسان    2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x