نكران الجميل وعدم الوفاء

نكران الجميل وعدم الوفاء
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
رسائل الى المحرر
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
العدد – 2248
الجمعة 2 ك١ 1999
 كثيرة هي العادات والصفات التي ترافق الانسان منذ ولادته وحتى اخر يوم في حياته .
طبعا هناك صفات جيدة ونبيلة ، وبالمقابل تجد صفات بشعة ومضرة ، ولعل أسوأ عادة أو صفة قد يحملها انسان على الإطلاق ، هي نكران الجميل ، وخيانة الأمانة ، وعدم الوفاء والصدق  .
أقول هذه العبارة وارددها على الدوام انه قد نواجه في حياتنا اليومية نماذج متعددة ومتنوعة من البشر فالكائن البشري واحد  ، ولكن لكل انسان عقل وتفكير يتميز عن الآخر فبينما نواجه نموذجاً صالحاً من الناس امتلأت قلوبهم بالمحبة وعمل الخير والتفاني في خدمة الآخرين والمجتمع الذي يعيشون فيه ،  نجد بعض الناس وقد اختاروا الشر طريقا ومنهجاً لهم في هذه الحياة وهو أسلوب اعتادوا عليه في تعاملهم مع باقي الناس ظنا منهم أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وفي الحقيقة إنما هم اختاروا الطريق السيء المؤدي الى الشر والظلام والقسوة .
كم منا مّرت عليه في هذه الحياة تجارب عانى من خلالها مع أناس أعطاهم هو كل الحب والخير والعطاء  ، وبادلوه بالمقابل بكل أنواع الشرور والأذى على كافة المستويات حتى على صعيد الحياة الشخصية التي على اي انسان ان يكون حذراً في التعاطي بالأمور الخاصة التي تهم الآخرين .
طبعاً الأمور ليست كلها متساوية ولا الناس بأجمعهم يتساوون بهذا الأمر ولكن احيانا تحصل مع اي فرد منا أمور وأحداث من أناس آخرين تقع في داخلنا ولا تنسى في الحال لا بل قد تأخذ الكثير من الزمان حتى تُمحى آثارها من نفوسنا هذا اذا تحّلى الفرد منها بالصبر الجميل على أعمال مسيئة ومؤذية في ان ومن غير اي سبب مُوجب لهذه الأمور .
قد تطرح امام شخص ما موضوعاً أو أمراً ظناً منك بأن هذا الشخص هو أهل للثقة التي تضعها فيه وكم تكون صدمتك قوية عندما تعلم ان هذا الشخص نفسه والذي أودعته سراً أو مسألة شخصية فانه نفسه يكون قد أفشى سرك وتحدث بما كنت طرحت امامه غير عابئ بما قاله أمامك بأن هذا الأمر سيبقى سراً بينكما على أساس ان هناك صداقة أو مودة ما تربط بينكما   ، لتفاجأ بعكس هذا الأمر تماماً وهنا يكمن الألم داخل النفس وهذا الأمر يكون اصعب وأشد ايلاما عندما يحصل بين الأصدقاء المخلصين  والذين تعتبر علاقاتهم قائمة على الاحترام والثقة المتبادلة على كافة صعد هذه الحياة .
فكم من القصص التي سمعناها أو نكون نحن شخصيا قد مررنا بها ويكون العنوان العريض لها هو نكران الجميل وعدم المروءة والاستهانة بأمور مصيرية في هذه الحياة كالصداقة الحقة وإفشاء الأسرار ولا سيما الأمور التي تتعلق بالحياة الشخصية أو الأمور المهنية التي نضطر بعض الأحيان بأن نحيطها بنوع من السرية والعمل بحذر قدر الامكان للعمل على استمرار ديمومتها ولا سيما في حالات التنافس الذي يحصل في أمور العمل على كافة الأصعدة   .
ان الأخلاق والضمير والقيم العليا هي مزايا وصفات الانسان بحق في هذه الحياة على كافة الصعد .
دعونا  نعيش   انسانية الانسان  داخل  قلوبنا  وعقولنا   ، ان نميز بين الخير والشر  ،  العدل والظلم   ،  حتى  يليق بنا ان نكون انسانيين  في  كل حركة من حركات  حياتنا اليومية   هذه   .
                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                               علي   ابراهيم   طالب
                             وندسور    كندا
                           للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                            FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                              السبت   4   أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x