يوم اغترابي كندي آخر

بقلم علي إبراهيم طالب

صدى المشرق – مونتريال

الجمعة 19 تشرين الثاني من عام 2010 كانت الساعة تشير الى الثامنة والربع صباحا ، غادر منزله الى وجهة لا يعرفها . ادار محرك السيارة كان الطقس بارد بعض الشيء . كان علية ازالة طبقة خفيفة من الجليد المتجمدة على زجاج السيارة من كل جوانبها ، بدأت حركة الشوارع تزدحم بعض الشيء باصات المدارس الصفراء وبالوان اضوائها الحمراء تضاء بين الفينة والاخرى تمهيدا لصعود الطلاب من كافة الاعمار اليها ليتم نقلهم الى مدارسهم المنتشرة في تلك المدينة الغريبة البعيدة عن الوطن الام الى ابعد الحدود. وانطلق بسيارته بعد دقائق من ادارة محركها انطلق حاملا احزانه وهمومه والآمه الى حيث لا يدري سار في طرقات عديدة ، توقف عند الاشارات الضوئية بالوانها العادية الثلاثة الخضراء والصفراء والحمراء ، وجد نفسه بطريق الصدفة يسير بسيارته الى المفترق الذي يؤدي الى الطريق السريع انطلق وسار بسرعة السيارات التى كانت تسير بالسرعة المسموح بها على ذلك الاوتستراد السريع ، لم يشعر على ما يبدو بنفسه فقد قاد سيارته على ذلك الطر يق لاكثر من نصف ساعة في مشواره المجهول هذا وفي هذه الاثناء كان عليه الخروج من ذلك الطريق السريع وعندما وصل الى اقرب مفترق خرج بسيارته من ذلك الطريق ووجد نفسه في احدى المدن البعيدة نسبيا عن مكان سكنه طبعا الامور كلها متشابهه في عموم هذه البلاد التى تمتد مساحتها على عشرات الالاف من الكيلومترات لاثنتي عشر مقاطعة تشكل المساحة الجفرافية للمساحة الخيالية لهذه البلاد وهو يعرف ويعلم ان هناك رحلات جوية داخلية تمتد احيانا للسفر بالطائرة لاوقات تتراوح بين الخمس والسبع ساعات من الطيران المتواصل للوصول الى الوجهة المقصودة وانت لا تزال داخل حدود هذه الدولة الغريبة الكبيرة والمترامية الاطراف .

اوقف سيارته داخل تلك المدينة الصغيرة ودخل الى احد المقاهي شعر ان الجميع ينظرون اليه فالغريب عن اي مكان يدخله للمرة الاولى لا بد من ان يلفت انتباه السكان المحليين له ولا سيما في البلدات والمدن الصغيرة حتى في بلاد الغرب ، فتكاد الطبيعة البشرية تكون واحدة بالنسبة للفضول وحب المعرفة والحشرية احيانا لدى البشر جميعهم .

اخذ فنجان من القهوة السوداء دون ان يضيف اي حليب او سكر مثلما اعتاد منذ سنوات طويلة مرت على وجوده هنا ، كان يلاحظ ان بعض الوجوه تطيل النظر اليه ولعلها تسأل في سرها ماذا يفعل هذا الغريب في مدينتنا الصغيرة هنا ؟ بقى في المقهي حوالى النصف ساعة وعندما هم بمغادرة المقهى لاحظ ان معظم الرؤوس الموجودة قد شيعته الى خارج المقهى وبقي سؤالها دون جواب ” من هو هذا الشخص ، وماذا يفعل هنا ؟! عندما صعد الى سيارته تلقى اتصال هاتفي كانت على الخط الاخر والدته شعر عندما سمع صوتها الدافيء انه طار بسرعة البرق الى حضنها الدافيء على رغم من برودة الطقس الكندي الذي لا يرحم .

0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x