مسيرة لبنان نحو العافية

مسيرة لبنان نحو العافية
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة المستقبل – مونتريال
كندا
رقم العدد – 387
الأربعاء 16 – 6 – 1999
منذ اللحظة الأولى لتسلّم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود مهامه الدستورية في الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني المنصرم ، شعر معظم اللبنانيين سواء المقيمين داخل الوطن الحبيب أو المغتربين المنتشرين في كافة أرجاء الكرة الارضية قاطبة ، بأن عهداً جديداً وأسلوباً مميزاً سيدخلان على الحياة السياسية في لبنان على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات .
عندما استدعي فخامة الرئيس العماد اميل لحود ، دولة الرئيس رفيق الحريري ليبلغه قرار تكليفه تشكيل الحكومة الأولى في العهد الجديد وذلك في السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني من هذا العام اعتذر الرئيس الحريري عن قبول التكليف مبررا ذلك الأمر بخرق النواب للمادة الثالثة والخمسين من الدستور لجهة تفويضهم رئيس الجمهورية تسمية رئيس الحكومة المكلف ، واستمر اجتماعه مع الرئيس لحود مدة عشر دقائق فقط وخرج الرئيس الحريري من القصر الجمهوري دون أن يتحدث للصحافيين أو يصرّح بشيء ، وبقي أمر اعتذار الرئيس الحريري غير معروف لأكثر من ستين ساعة وهو أمر يحدث لأول مرة في تاريخ لبنان ، وان دلّ هذا الأمر على شيء فإنما يدل على الروحية الطيبة في التعامل مع القضايا المصيرية التي تهم الوطن والمواطن ، فبقاء هذا الأمر غير معلن طوال هذه الفترة الطويلة نسبياً له ما يبرره ربما وارتأى الرئيس لحود عدم الإعلان عنه لسبب ما .
 وعند إعلان اعتذار الرئيس الحريري عن عدم تشكل الحكومة ، صدر عن رئاسة الجمهورية مرسوم يقضي بتكليف دولة الرئيس سليم الحص لتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس اميل لحود ، وفعلاً أعلنت أسماء التشكيلة الحكومية يوم الخميس في ٥كانون الأول ١٩٩٨ ، وضمت وجوهاً نيابية معروفة وعدداً من الوزراء الجدد الذين يدخلون الحكومة الأول مرة ومنهم اختصاصيون في المال والاقتصاد وقضاة ولم يبق من الحكومة السابقة سوى وزيرين هما الوزير سليمان فرنجية والوزير ميشال المر .
وكما هو معلوم في كل مرحلة تسبق وترافق تسلم رئيس جديد للجمهورية لصلاحياته الدستورية ، نقرأ ونسمع كثيراً مصطلحات أصبحت متلازمة مع إذن المواطن اللبناني ، حكومة برلمانية أم تكنوقراط ؟ وزراء جدد أم ثوابت ؟ حكومة مطعّمة أو جديدة  ؟؟
أسئلة كثيرة ترافق كل مرحلة جديدة في تاريخ وطننا الحبيب لبنان الذي بخطو خطواته الثابتة نحو العافية والسلامة .
 ربما تخوّف أناس كثيرون من خروج الرئيس الحريري من الحكم وعزوفه عن التشكيل ، واعتقدوا ان هذا الأمر سيؤثر سلباً على الاقتصاد اللبناني ولا سيما على سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار الأميركي ، ولكن ولله الحمد لم يحصل أي أمر غير عادي بل بقيت الأمور على مسارها الطبيعي كالمعتاد ، وعلى كل انسان لبناني حر وشريف ان يقدر للرئيس الحريري إنجازاته للوطن وما قدمه من خلال السنوات التي قضاها في الحكم ، ولكن هذا الأمر لا يعني ان نرهن أمور إدارة شؤون البلاد والعباد بوجود شخص واحد ، أننا نرى ونلاحظ وفي كل الدول الديمقراطية ، بأن وجوهاً كثيرة تتغير بين ليلة وضحاها وتستمر مسيرة تلك البلاد بغض النظر عن وجود أي شخص معين في مركز القرار ان على كل مواطن حر سواء من المقيمين داخل الوطن الحبيب لبنان أو المغتربين ان يدعم مسيرة هذا العهد الجديد ، وهذه الحكومة التي يتأمل فيها المواطنون خيراً لما تضم من أسماء توحي بالثقة والاطمئنان لدى المواطنين ولا سيما رئيسها الدكتور سليم الحص رجل الفكر والعلم والاقتصاد .
 فلتتكاتف أيدينا جميعاً لخدمة الوطن الحبيب لبنان ، كل من موقعه لما فيه خير هذا الوطن العزيز الغالي على قلوبنا جميعاً.
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                       الاثنين  20          أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x