الواقع المؤلم للجالية العربية في كندا

الواقع المؤلم للجالية العربية في كندا
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
مجلة الحوادث – لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد – 2221
الجمعة 28 أيار 1999
الوضع الاجتماعي للجالية العربية في وندسور  وفي  عدد من المدن الكندية عموماً    يكاد  يتشابه الى حد كبير  ، وهو وضع مؤسف ويصيب المرء بالمرارة والألم لهذا التفكك والتباعد غير المبرر الحاصل بين أبناء الجالية العربية على جميع المستويات .
 اشير الى هذا الامر المؤسف  في  ظل غياب فاعل وباد للعيان لأي مؤسسات عربية مؤثرة تعمل لجمع شمل هذه الجالية التي يكبر عددها بشكل متواصل على الدوام .
من يراقب ويلاحظ أمور الجالية العربية في وندسور اذا  اخذنا هذه المدينة  كمثال  على الوضع  العام  فأنه يبدو غير مشجع   ولا يدعوا الى الخير  اقله للسنوات القادمة  والمقبلة   على ابعد  تقدير  .
قد يقول قائل  انه   يتوقف امام العدد الهائل من العائلات العربية والتي تتلقى المساعدات الاجتماعية بشكل شهري  على صعيد  كندا   عامة  .
 يقول  نفس  ذلك  القائل  انه  قد تكون بعض العائلات العربية هي فعلاً بحاجة للمساعدة المادية من الحكومة لأسباب قد تكون مبررة ومقبولة ، ولكن ما هو المبرر لهذا الكم الهائل من اعداد تلك  العائلات العربية والتي ومع الأسف الشديد اكتفى الاب أو المسؤول عن هذه العائلة بما تقدمه له الدولة من مساعدات مالية  حكومية  ، على الرغم ان هذا الاب نفسه لو شمر عن ساعديه وفتش عن عمل حر وشريف لربما يحصل على ضعفي أو أضعاف ما يقدم لهم من مساعدات على شكل مساعدة مالية شهرية التي اصبحت مع الأسف الشديد تقلد العادات الغربية بشكل رهيب لا بل انها تزايد على العائلات الغربية بعض الأحيان .
  ربما  يقول  احد ما ان العائلة الواحدة التي جاءت من احدى الدول العربية اصبحت هنا منقسمة يعيش كل فرد على هواه ، وعلى الأرجح اغلب الحالات ، حتى نكون منصفين في هذا الموضوع ، يكون عندما يقرر الاب ان يغادر منزل عائلته ليقيم بمفرده بشكل  منفصل من الدولة على أساس انه منفصل عن زوجته ، أو الزوجة التي تلجأ الى  يحصل معها مشكلة ما  مع الزوج  مما يضطر  هذا الاخير  بمغادرة  المنزل   والعيش  وحيدا  ،  وتأخذ  الزوجة  معاشاً على  اساس انها منفصلة عن الزوج .
 هنا يتدخل احد ما  ليقول   :  انه  في بعض الحالات  غالباً تكون حالات الانفصال ومع الأسف الشديد حالات غير صحيحة وهدفها الأوحد هو الحصول على المال من دون الحاجة الى الزوج !!
 في الواقع دائماً اسأل لماذا يحصل كل هذا ؟؟
الشيء المحزن ان تجمعنا كعرب أو كجالية عربية أهداف مشتركة كثيرة ، ومعظمنا أتينا الى هذه البلاد من بيئة عربية واحدة وهي الوطن العربي ككل ، حيث الأرض الطيبة العطرة ، والشعب الكريم المضياف والعادات الجميلة المتوارثة جيلاً بعد جيل .
 فإذا كان الغرب يشملنا جميعاً ومن اي بلد عربي أتينا ، فإننا عرب ، يصر البعض منا على لغة الفرقة والتباعد لأسباب تافهة وبسيطة
انا احترم الاب العربي الذي جاهد في سبيل عائلته ويظل يزرع في قلوب أولاده حب الوطن الام ، والأهل والعادات الصالحة بدلاً من ان تنقسم العائلة الى عدة أقسام  ، وبالمقابل   هناك دور  للام العربية   في هذه البلاد  التي  قد يقع عليها  ظلم  ما بعده  ظلم في  حالات  عديدة  ولا مجال  لذكرها  في هذه العجالة  .
 هل هناك اصعب من ان تجد العائلة العربية نفسها في وضع اجتماعي غير متماسك ، الاب يعيش بمفرده في منزل خاص ، أو الام تترك البيت ( وهي حالات نادرة نسبياً ) ، أو يترك الابن أو البنت المنزل ليواجها مجتمع الشاعر الغربي ورفاق السوء وما يرافق ذلك من مخاطر التعرض للأمراض المستعصية أو المخدرات وما الى ذلك .
 ما أجملها لحظة عندما يتم بيننا جميعاً لقاء الخير ، لقاء الأحبة ونحن نعيش الغربة في هذا المنقلب  البعيد من العالم  .
 انها اجمل اللحظات الجميلة عندما نُوحد صفوفنا وجميعها قوية متراصة ، لكي نثبت للشعب الغربي الذي نعيش على أرضه ، بأننا شعب ذو تاريخ مشرق ومؤشر لننظر الى المستقبل بكل ثقة وطمأنينة .
علينا ان نسلك الطريق الصحيح والثابت لكي نحصل على جميع حقوقنا بعد ان نكون قد ادينا كل واجباتنا تجاه المجتمع الذي نعيش فيه .
 فلننظر حولنا ولنر كيف ان الجاليات الأجنبية الأخرى وضعها جيد متميز ولديها المؤسسات والنوادي القوية والقادرة على ان تحصل من الدولة على كل حقوقها بكل بساطة وسهولة .
انا عندما أقول هذه الكلمات أقولها بكل محبة وثقة أكيدة لان الانسان العربي هو بطبعه انسان طيب القلب  وحضر من مجتمع  يحترم العائلة  وما الى ذلك   .
ولنتذكر دوماً أننا دائماً معرضون للاتراح والأفراح على حد سواء ، من منا ونحن في غربتنا هذه لم يواجه مشاكل أو تمر عليه مصائب تطلبت ان يكون الى جوارنا وبجانبنا  احد ما للتخفيف قدر الامكان عن بعضنا البعض .
 ان المجتمع العربي ككل ومن اي بلد عربي كنا لا يزال تسوده المحبة والألفة على صعيد الجار والحي والمحلة ، فلماذا لا نحمل هذه الامور معنا الى هنا ونتعامل بها سواء بيننا كعرب أو خلال تعاملنا مع الشعب الغربي بشكل عام  ؟؟
كاتب هذه الكلمات  يتمنى الخير والمحبة والسلام   لكل بني البشر  والله تعالى يشهد على صدق هذا الكلام  والهدف عنده واحد وموحد  ان نكون اقوياء ومتكاتفين   معا في السراء والضراء  على حد سواء  بالمس  واليوم والى اخر يوم في حياة كل فرد منا    والى الابد .
على الخير  والحب والسلام نلتقي  دوما  ، الى لقاء أخر  .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الاربعاء  12     حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x