غد مشرق وناصع

غد مشرق وناصع
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة صدى المشرق
– مونتريال      كندا
رقم العدد – ٣٧
 ك٢   1999
جلست حاملا قلمي وأمامي ورقة بيضاء لأسجل بعض ما يدور في قلبي وفكري ، والمناسبات في هذا الشهر ( كانون الأول ) كثيرة ، كلماتي هذه اكتبها قبل خمسة أيام من عيد ميلاد السيد المسيح ( عليه السلام ) ، المثال الطيب للمحبة والتسامح والعدل ، ونحن كذلك على خطوات قليلة وأيام معدودة لنودع هذه السنة الحالية ( ١٩٩٩) ، ونستقبل العام الجديد عام (٢٠٠٠) ،الذي لا نعرف بالضبط ماذا يحمل لنا على كافة الصعد في هذه الحياة .
في كل المصانع والمؤسسات والشركات ، ينهمكون في هذه الأيام بما يسمونه جردة عامة عن السنة الحالية ، ونحن قاب قوسين أو أدنى من انتهائها ، تحسب كل مؤسسة ماذا ربحت ، وماذا خسرت في خلال هذه السنة ؟
وماذا عن الإنسان ؟ هل يجلس الفرد منا مع نفسه ، ليقوم بهذه الجردة الحسابية مع الذات ، في مسيرة سنة ذهبت ، وهي بطبيعة الحال أخذت من عمرنا سنة اخرى   ،  هل  يفعل  ؟؟
هل يقف الفرد منا أمام مرآة ضميره ليقف على الأخطاء التي ارتكبها ؟ ويحاول تجنبها قدر الامكان في الأيام القادمة من العام الجديد   ؟؟
اكتب هذه الكلمات وأنا أبتسم لان بعض المحبين والأصدقاء ، أخذوا يوجهون لي التهم المتواصلة ، بأنني لا أتحدث الا عن الآلام والأحزان والبكاء على الأطلال ، ولا ادري بالضبط ماذا أقول ولكن اعترف ان حالة وفاة أعز انسان على قلبي وهو والدي الحبيب الراحل والتي حصلت منذ حوالي السنتين ، قد تركت في نفسي جرحا بليغا وعميقا ولا أدري اذا كانت الايام والسنون كفيلة بأن يلتئم  هذا الجرح وان كانت بعض الجراح لا تلتئم وتشفى حتى ولو أجتمع كل أطباء الدنيا لمداواة هذا الأمر .
عذراً من القراء الإكارم فها أنا أكتب بحزن وألم مجدداً ، ولكن المعذرة منكم فمن الجميل والمفيد ان يُشرك الانسان المحبين والأصدقاء وهم كثر ولله الحمد في ذلك الأمر ، أحياناً يكون العتب على قدر المحبة .
قد يقول قائل بأن على الانسان ان يحتفظ بما يدور من أحاسيس ومشاعر لنفسه دون غيره ، قد يكون هذا الأمر صحيحاً ، ولكن أحيانا ينعكس اي أمر يحدث لإنسان ما على تصرفات هذا الشخص وطريقة تفكيره واحيانا تتغير حياته كلها .
لا أحاول في هذه العجالة ان أتحدث بكلام فلسفي ، ولكن هذه الحياة التي نعيشها فيها الحلو والمر ، السعادة والشقاء ، انها أمور ومسائل نعيشها في حياتنا اليومية .
ونحن على أعتاب عام جديد تدور حوله الكثير من الامور والتساؤلات ،   نسمعها في كل مكان   ماذا سيحصل  وماذا سيجري    وماذا وماذا  ؟؟
هل سينتهي العالم في منتصف ليل ٣١ كانون أول ١٩٩٩  ؟؟؟
هل وهل أسئلة كثيرة ؟؟
هل سيتوقف الكومبيوتر وتتعطل أمور كثيرة ، لأن الكومبيوتر سوف لن يستوعب مسألة الصفرين للعام ٢٠٠٠ وممكن ان يسجلها رقم ١٩٠٠ ؟؟
في جميع الأحوال أسأل الله تعالى ان ينعم كل بني البشر بالمحبة والسلام على الدوام .
تهنئة من القلب صادقة بأن تحمل الأيام القادمة لنا جميعاً كل الخير والهناء والتوفيق على الدوام .
عيد ميلاد مجيد ، وعام سعيد ملؤه النجاح والسعادة والخير  ارسلها الى كل من يقرا كلماتي القليلة هذه  .
وربما تترافق دعواتنا هذه مع الامل بالالفية الجديدة في عالم تسوده المحبة والعدالة والسلام وتختفي منه مقولات الظلم والشر والعدوان .
ميلاد مجيد مجدداً وعام جديد ناصع وعيد فطر سعيد ومبارك وكل عام وجميعكم بألف الف خير .
                                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني : visionmag64 @Gmail.com
                                   الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                    FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                 الخميس    30         أيار      2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x