القناعة في الحياة

بقلم : علي إبراهيم طالب

وندسور – كندا

مجلة الحوادث – لندن

بريطانيا

رسائل الى المحرر

رقم العدد 2225

الجمعة 25 حزيران 1999

الصفة الجميلة والمعبرة التي تطلق على الإنسان الذي يرضى بعيشته وما أعطاه الله من رزق هي كلمة قنوع ، فهذه الكلمة المميزة تحمل بين طياتها العديد من المعاني والمرادفات المفيدة .

يقولون ان فلان انسان قنوع ومكتف بما عنده واحيانا تصل الامور بالإنسان ان يكون زاهدا في هذه الحياة التي اذا تعمق المرء في دراستها جيدا يراها زائلة وفانية في آن معا .

القنوع في الحياة هو ذلك المرء الذي يعيش حياة خالية من الحسد والنميمة والتعدّي على الغير ، انه الانسان الطيب القلب المسامح الذي لا يسمح بوجود البغضاء والكراهية في حياته مهما كانت  الأسباب  الموجبة لهذه الأمور .

هذا الإنسان هو نفسه الذي اذا واجهته مصائب أو ملمّات واجهها بكل واقعية ورباطة جأش  كبيرة  ،   وتمعّن للوصول الي لحلول منطقية وبعيدة عن الغوغائية هو نفسه الانسان الواضح في التعامل مع الآخرين ، الصادق والوفي في آن في زمن طغت فيه ومع الأسف الشديد المادة على عقول وألباب عدد كبير من الناس ، وظّنوا ان الانسان يقاس بمدى الأملاك والسيارات والأموال التي يملكها ، متناسين الطيبة والأخلاق الحميدة ، والسيرة الطيبة ، التي يجب على كل انسان في هذا الحياة ان يتحلى بها ، ويعمل جاهداً على إيصال الكلمة الحلوة العطرة ، والتحلي بأعمال الخير والمروءة والشجاعة في كل موقع وزمان ومكان .

كل الكنوز والقصور والأموال تأتي  وتذهب ، الا القناعة فهي تبقى راسخة تتوسط مكانها يبن المجد والعظمة ، فما اجمل ان يتحلى الفرد منا بالقناعة في الأمس واليوم وغدا وكل يوم تشرق به شمس الحقيقة الساطعة في قلب كل واحد منا .

دعونا نعيش انسانيتنا   بكل ما لهذه الكلمة من معاني  وعبر  الى اخر يوم من حياة كل فرد منا  .

                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .