عن الإغتراب والمغتربين اللبنانيين

عن الإغتراب والمغتربين اللبنانيين
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
جريدة المرآة – مونتريال
العدد 15 (  296)
الأربعاء 15 ك٢ 1997
كانت مسألة الهجرة والاغتراب من الدول العربية بشكل عام ، ولا تزال مسألة وقضية مهمة جداً على كافة الصعد وتستحق إعطاءها الإهتمام الكافي من المراجع المسؤولة في الدول العربية .
في كندا على سبيل المثال يوجد أخوة ومواطنون عرب من كافة الأقطار العربية الشقيقة  ،  جاء  البعض منهم   بصفة لاجئين الى هذه البلاد   ، فيما قسم اخر منهم حضروا  كمهاجرين   ومعهم الاقامات  الرسمية للعيش  هنا  .
ولكن يظل الوطن الحبيب لبنان مختلفا بعض الشيء بالنسبة لمسألة المهاجرين اللبنانيين المنتشرين في شتى أصقاع المعمورة ، والمعلومات تقول أنهم بالملايين وطبعا في غياب أي إحصاء رسمي عن أعدادهم الكبيرة  ، ولكن الشيء المؤكد أن عدد المهاجرين اللبنانيين في الخارج يفوق عدد المواطنين اللبنانيين المقيمين بضعفين أو ثلاثة أضعاف كما تقول مصادر متابعة لهذا الموضوع .
طبعا لبنان الرسمي وعى هذه المسألة وهو ما استدعى إنشاء وزارة للمغتربين في الحكومات اللبنانية المتعاقبة على مدى السنوات الأخيرة .
جهود الحكومة اللبنانية مشكورة في هذا المجال ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل أن هذه الوزارة الفتية إستطاعت القيام بالواجبات والمهمات المنوطة بها  ، أم أن الأمر بحاجة إلى خطة عمل علمية وفعلية لتفعيل دور هذه الوزارة والعمل على المحافظة على هذا التواصل بين الوطن الحبيب لبنان وأبنائه المنتشرين في شتى أنحاء المعمورة على إمتداد القارات الخمس ؟
أذكر أني اطلعت يوما على إحصاء تقريبي عن عدد المهاجرين اللبنانيين في العالم أجرته إحدى الصحف اللبنانية وعلى الأرجح أنها جريدة النهار ، ما أذكره يومها أن هناك دولا كان اللبنانيون يقدرون فيها بالمئات وأحيانا بالآلاف ولكن في دول اميركا الجنوبية كالبرازيل وتشيلي والإكوادور والأرجنتين وغيرها كانت الأرقام ترتفع إلى الملايين ، وكنت أحتار يومها وأحاول بعقل طفولي تحليل هذا الأمر عندما يتحدثون على أن عدد اللبنانيين في الخارج أكثر من عدد اللبنانيين الذين يعيشون داخل لبنان نفسه .
هذا الكلام يعود إلى منتصف السبعينات قبل الحرب اللعينة التي عصفت بالوطن الحبيب لبنان على مدى سبعة عشر عاما من الموت والدمار والضياع .
ما أتمناه كمواطن لبناني على الحكومة اللبنانية إيلاء موضوع الإغتراب والمغتربين الإهتمام الكافي واعتبار هؤلاء الرصيد البشري والمعنوي للوطن الذي هو بحاجة للتضامن والتعاضد بين جميع أبنائه على إختلاف آرائهم ومشاربهم ومعتقداتهم للنهوض بعملية إعادة إعمار هذا البلد وإعادة المعنويات لهذا المواطن اللبناني .
ويحلو لي أن أطلق شعار” البشر قبل الحجر” مع إحترامي لكل المشاريع التنموية ومشاريع إعادة الإعمار ولكني أركز أولا على إنسانية الإنسان والإهتمام بأمور هذا المواطن المعيشية وما يتعلق بالدواء والمدرسة والرغيف كل هذه الاشياء قبل أي شيء آخر .
وطبعا لا نستطيع أن نتصور أن جزءا غاليا ومهما من وطننا الحبيب لا يزال مدنسا برجس الإحتلال الصهيوني الحاقد ، ولابد إلى الإلتفات حول المقاومة الشريفة التي أخذت عهدا على نفسها بمقارعة هذا المحتل الغازي والإستمرار بضربه بعمليات نوعية وموجعة تصيبه مقتلا لكي يضطر إلى الإنسحاب مرغما من الأرض الطيبة الحبيبة .
أرجو من صميم قلبي إيلاء موضوع المغتربين المنتشرين عبر القارات الخمس ، وقد عرف الوطن الحبيب لبنان بأنه الوطن الذي يشبه الطير ،  الذي لا يطير الا بجناحيه المقيم والمغترب فاسأل الله تعالى أن يحفظ هذا الوطن الحبيب من كل مكروه  .
وفي هذه العجالة أوجه كلامي إلى الأخوة المغتربين اللبنانيين أن يوحدوا صفوفهم في أي مكان يوجدون فيه ، وأن ينبذوا التفرقة من صفوفهم وأن يحاولوا قدر الإمكان المحافظة على حب هذا الوطن ونقل هذا الشعور إلى أبنائهم من بعدهم .
في حقيقة الأمر أصادف بعض العائلات العربية واللبنانية هنا وقد نسوا اللغة العربية تماماً وهذا الأمر ينعكس على الاطفال الذين يولدوا هنا وبالتالي هي مسؤوليتنا جميعاً في المحافظة على تراثنا وتقاليدنا العريقة والأهم من ذلك اللغة العربية .
فإلى الإلتقاء على المحبة والخير على الدوام ليكون لقاء الفرح ولقاء الأحبة إلى الأزل .
كلمات تصدر من قلب  يتمنى الخير والمحبة والسلام لكل بني  البشر قاطبة دون اي تفر قة بين زيد وعمر  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         السبت   15      حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x