عاقبة تعاطي المخدرات

عاقبة تعاطي المخدرات
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
عندما ترك ستيف وزوجته ماري بلدهما الام  في احدى دول اوروبا الشرقية   وحضرا الى كندا في منتصف القرن الماضي ، حلما ببناء حياة جديدة وأسرة سعيدة وشاءت الظروف ان يحصلا على تأشيرة الإقامة الدائمة في كندا بعد حوالي الأسبوعين فقط من حفل زفافهما بعد قصة حب عاصفة جمعت بين القلبين الشابين .
وصلت العائلة الى ذلك المطار الكندي في اول يوم من العام 1950 وبعد عدة أيام كانت تلك العائلة الصغيرة تستقر في منزل خاص بها وتشاء الصدف السعيدة ان يحصل ستيف على عمل في احدى امهات شركات السيارات في كندا وبأجر مرتفع نسبياً  ، وسارت أمور العائلة الصغيرة على احسن ما يرام ستيف متفرغ لعمله الذي يختلف بأوقات مختلفة فمرة كان يغادر منزله عند السادسة صباحاً وفتره بعد الظهر من الثالثة حتى منتصف الليل ودوام الليل من منتصف الليل وحتى السابعة صباحاً .
عمل ستيف في تلك الشركة بمنتهى النشاط وأحياناً كثيرة كانت ظروف العمل تفرض عليه العمل لسبعة أيام متواصلة دون اي عطلة  تذكر  ،  فاستمر على هذه الحالة حوالي العشر سنوات ولم يتسنى له حتى زيارة والدته المقيمة في وطنه الام ، وفي احد الأيام قرر زيارة الوطن مع زوجته وأولاده الأربعة الذين ولدوا في كندا وهم ابنيين وبنتين فسافرت العائلة جميعها الى هناك وتعرفوا على الأهل والأقارب والأصدقاء ، كان على العائلة ان تعود الى كندا بعد أربعة أسابيع وبالفعل في اليوم المقرر لعودتهم حمل الجميع مع حقائبهم أجمل الذكريات من الوطن الأم والأصدقاء الجدد الذين نشأت بينهم وبين الابناء صداقة قوية ومميزة إلى أبعد الحدود .
عرف ستيف ان أبنه الأصغر ( ستيفان ) هو تلميذ متفوق جداً وهو ما كان يشير اليه مدير المدرسة التي يذهب إليها وأقيم له عدة حفلات تكريم بالمناسبة كانت كل أمور العائلة على أحسن ما يرام الى ان ظهرت ( ستيسي ) في حياة  ستيفان وهي زميلة له في المدرسة كانت تزوره في منزل العائلة على الدوام أدرك ستيف الاب وزوجته أن هذه الفتاة غير منضبطة ولم يصدق أذنيه عندما عرف ان مدير المدرسة الذي ما فتى يُثني على ابنه اتصل بهم هذا اليوم ليبلغهم ان ستيفان قد تم طرده الى المنزل اليوم بسبب تعاطية المخدرات في ملعب المدرسة الرياضي مع صديقته الجديدة ستيسي !!
لم يّصدق الاب ان ابنه وصل الى مرحلة تعاطي المخدرات بل صعق اكثر عندما ابلغه طبيب العائلة ان ابنه وصل الى حد الإدمان الشديد وهو بحاجة الى رعاية صحية خاصة في احد المصحات !!
بعد فترة علاج أُحضر ستيفان إلى المنزل والديه ولكن والده أدرك بما لا يقبل الشك ان ولده قد ضاع منه وفوجئ يوماً بإدارة المدرسة تبلغه ان أبنه لم يحضر الى المدرسة لهذا اليوم فتم إبلاغ الشرطة بالأمر وظل البحث مستمراً عنه عدة أيام دون اي جدوى الى ان تلقى الأب اتصال من احد أصدقائه يبلغه انه شاهد ابنه في احدى المدن الكبيرة والبعيدة عن مكان سكنه وهو يعيش في الشارع ، سارع ستيفان وزوجته لرؤية ولدهم وذهلوا عندما شاهدوه على شكل هيئة انسان ينام في الشوارع وثيابه ممزقة ومتسخة الى ابعد الحدود ، حاول الاب والام جاهدين إقناع ولدهم بالعودة معهم الى المنزل بدلاً من حياة التشرد والضياع فعادا بخفي حنين دون ان يقدرا على إقناع ابنها بالعودة تحت كل الظروف والمسببات .
لا ينسى ستيفان تلك الليلة عندما تلقى هاتف من احدى مراكز الشرطة يبلغه ان ولده وجد مقتولاً جراء تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات ، صرخ بأعلى صوته وعلا الصراخ كل أرجاء المنزل على وفاة الابن ( المدلل )الذي سقط ضحية المخدرات التي أردته وهو في عز العمر والشباب .
المخدرات  أفة رهيبة   تدمر الانسان وتحيله  الى كائن  اشبه  بالاشباح   وتقوده الى امر واحد وهو الدمار والضياع لا محالة  .
 
 
 
 
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

 
 
 
 
                                              علي   ابراهيم   طالب
 
 
 
                                                وندسور    كندا
 
 
 
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
 
 
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
 
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
 
 
 
 
 
 
                                         السبت   22      حزيران        2013
 
 
 
 
 
 
 
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x