تواضع وغرور
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
خلق الله تعالى هذه الحياة وأعطى لكل كائن بشري صفات ومميزات قد تختلف من شخص الى اخر باختلاف العادات والمجتمعات والحياة العامة بصورة مباشرة .
من اجمل الصفات التي على كل فرد في هذه الحياة ان يّتمتع بها هي صفة التواضع والتعامل مع باقي الناس بكل محبة وإنسانية مميزة  ،  ليترك الشخص الأثر الطيب والمحمود عند من يلتقيهم من باقي بني البشر .
في هذه اللحظات بالذات فرغ الحبر من القلم الذي اكتب فيه وادركت ان حتى الحبر داخل الأقلام له حدود وعمر مُعّين .
 قد تسمع من بعض الناس تصف شخص ما فتقول : آف انه شخص ثقيل الدم وغير  محبوب  على الاطلاق   ، وفي الصورة المقابلة قد تقابل شخصاً ما فتقول بينك وبين نفسك سبحان الله هذا الانسان طّيب مع انك لم تعرفه أو تتحدث معه الا لدقائق قليلة على الأرجح ، ولكن الأثر الطّيب الذي يتركه ذلك الشخص داخل نفسك يكون كبيراً ومؤثراً في آن معاً .
طبعاً عندما أقول شخصاً ما فإنني بالتأكيد اقصد الرجال والنساء أيضاً وأنا حريص على ان لا تزعل مني معاشر النساء والصبايا تحديداً فهذه الفئة من الناس لهن في قلبي منزلة خاصة .
اذا كنا نصف ان اجمل الصفات البشرية عند البشر هي التواضع فان أسوأ العادات واكثرها ايلاماً عند البشر هي الغرور وان يكون الشخص في موقع انه افضل من كل الناس في هذا العالم !
طبعاً من خلال الحياة اليومية للمرء وفي اي مجتمع كان فإنه يواجه كافة أنواع المستويات من الناس بّغض النظر عن مستوى ورفعة هذا المجتمع وذاك ولّعل البشر يتساوون في لون الدماء في عروقهم أو لون العظام أيضاً في مشارق هذه الارض ومغاربها ولكنهم بالتأكيد مختلفون تمام الاختلاف في الطبائع والعادات والتقاليد بين مختلف الامم والدول .
هناك قول جميل ومؤثر قاله طأ غور يوماً يقول : ( يا رب … لا تدعني أصاب بالغرور اذا نجحت ، ولا أصاب باليأس اذا فشلت ، بل ذكرني دائماً بأن الفشل هو التجارب التي تسبق النجاح ) .
انا شخصياً احترم جداً وٌاقّدر اي انسان تعب ونجح في هذه الحياة ووصل الى مركز عالِ ومرموق في المجتمع وحافظ على تواضعه الانساني الطّيب بدلاً من بعض الأمثلة والنماذج التي تُصّر على ان تُحنى لها الرؤوس خشوعاً وتتسابق الناس لتلثم اياديها في فهم خاطئ للسطوة والمقام الرفيع .
الانسان الحّر والشجاع لا يحني رأسه لأحد سوى لقدرة الله تعالى عّز وجّل ، ولكن بعض الناس ممن عندها عقدة النقص في الحياة تظن ان الاحترام يكون بالانحناء لها أو الجلوس في الصفوف الأمامية  ، وان تلبس الأقنعة المزيفة في كل مكان وزمان وحسب كل مناسبة وظروفها ، مخطئ كثيراً هذا الشخص  في طريقة التفكير البالية  والمتهالكة  هذه  .
انا لا أريد من احد ان يحكم على إنسانيتي من خلال مظهري الخارجي أو مكان سكني أو ما هو رصيدي في البنوك من أموال وجواهر  ،  بل عليك ان تحكم على المعاملة الإنسانية والروح البشرية التي يتعامل بها الناس فيما بينهم ، في زمان طغت فيه الامور المادية والدنيوية على الناس فأختلطت الامور ببعضها البعض وضاعت الحقوق في هذا الزمن الرديء .
الإنسان المتكبر تعرفه من ثلاث صفات تلازمه كخياله في كل مكان : التّكبر ، الغرور والعناد .
قد تعرف الانسان منذ النظرة الأولى على مبدأ ان ( سيماؤهم في وجوههم ) وقد يختلط عليك الأمر أيضاً .
التواضع من اجمل وأقدس الميزات الإنسانية وهي صفة رائعة لمن يحملها ويّتحلى بها من بني البشر عامة .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                         الاحد  23       حزيران        2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x