عاصفة ثلجية كندية أخرى
عاصفة ثلجية كندية أخرى
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
المكان : مدينة كندية بعيدة وباردة .
الزمان : الاثنين التاسع عشر من شهر كانون الثاني من العام 2010 ، الساعة الآن تشير الى التاسعة والنصف صباحاً .
الحدث ، استمرار العاصفة الثلجية العنيفة التي ضربت ذلك الجزء من كندا .
استمر تساقط الثلوج وانهمارها بشكل كثيف طيلة الليلة الماضية ، وعلى الرغم من ان كثافة كمية الثلوج التي تساقطت كان كبيراً ا ، لا ان المدارس جميعها فتحت أبوابها وانتشرت حافلات المدارس تقل التلاميذ في كافة أرجاء المدينة بجهاتها الأربعة ، تحمل داخلها الطلبة .
بطبيعة الحال سُجّلت العديد من حوادث السير ولا سيما على الطرق السريعة التي تربط المدينة ببعضها البعض ومع المدن الأخرى أيضاً ، وسجلت حركة لافتة ومميزة لسيارات الإطفاء والإسعاف والشرطة لمعالجة اية أمور طارئة قد تحدث على كافة الطرقات في مثل هذا الطقس العاصف والمُثلج في آن معا .
اصطحب أطفاله الصغار الى المدرسة وساعدهم في اجتياز أكوام الثلوج المتراكمة على الأرصفة وفي ملعب المدرسة نفسها ، فيما انشغل بعض الصبية بالتراشق بالثلوج التي جعلوها على شكل كرات مستديرة ولم ينتهي التراشق بين الاولاد الا حين ظهرت احدى المعلمات وطلبت من جميع الطلبة الدخول الى داخل ممرات المدرسة الدافئة نسبياً .
في أثناء سيرة نحو سيارته شاهد سيدة وقد زّلت قدمها سارع لمساعدتها عرف انها معلمة في المدرسة لم تستطيع الاحتفاظ بتوازنها فسقطت على الارض ، رافقها حتى مدخل المدرسة شكرته كثيراً على المساعدة وتوجه نحو سيارته وانطلق بها بكل هدوء وتأنِ في شوارع أضحت وكأنها اضّحت ما يشبه ساحات التزلج على الجليد أو لعبة الهوكي الكندية الشهيرة في تلك البلاد .
اليوم هو الاثنين وفي الأسبوعين القادمين يعمل في الشركة فترة بعد الظهر بعد ان عمل الأسبوعين الماضيين فترة الصباح من السابعة حتى الثالثة والنصف ، وفترة بعد الظهر من الثالثة والنصف حتى منتصف الليل ، وعنده دوام آخر هو دوام منتصف الليل وحتى السابعة والنصف صباحاً .
نظر الى ورقة كان قد كتبها قبل مغادرته المنزل عليها المواعيد والأمور التي عليه إنجازها لهذا اليوم وهو لن يعود الى منزله قبل الساعة الثانية بعد الظهر على الأرجح ، فعليه إنجاز كل تلك المواعيد قبل عودته .
كان ينطلق بسيارته من مكان الى آخر يصول ويجول في كافة أرجاء المدينة المترامية الأطراف ، في هذا المجتمع المتعدد الأعراق والأجناس والأديان .
أثناء قيادته للسيارة تّلقى اتصال هاتفي من المسؤول عن العمال في الشركة التي يعمل فيها يطلب منه الحضور الى الشركة قبل ساعتين من موعد دوامه العادي اي ان عليه ان يكون في مقر عمله في الواحدة والنصف ، اذن عليه ان يؤجل بعض الامور التي عليه إنجازها الى يوم الغد أو ليوم آخر حسب الظروف والمعطيات .
نظر من خلال شباك السيارة الى تساقط الثلوج المستمر وسمع من خلال الإذاعة المحلية ان عاصفة ثلجية اخرى ستضرب هذه المنطقة بعد ظهر هذا اليوم ، اذن من المتوقع المزيد من الثلوج ولماذا العجب وكأنه نسي أو تناسى للحظات انه يقيم في بلاد الثلوج والعواصف الثلجية والأحلام المؤجلة التي اسمها كندا !!!
على الخير والمحبة والمودة الدائمة والسلام استودعكم الله ولقاؤنا معكم يتواصل من خلال هذا الموقع والى اللقاء القريب ان شاء الله تعالى .
علي ابراهيم طالب
وندسور كندا
للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
FACEBOOK PAGE : ALI IBRAHIM TALEB
السبت 29 حزيران 2013
About Post Author
Spread the love
