الابنة المُستهترة

الابنة  المُستهترة
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
يقولون ان بعض الناس تولد وفي فمها ملعقة  من ذهب أو حتى ألماس  في  كثير من الحالات في حياتنا المضطربة والمجنونة  هذه    .
 فيفي هي نموذج لأولئك الناس الذين اعتادوا  في حياتهم  على أمر واحد وثابت ومؤكد ،  اعطاء   الأوامر وعلى الآخرين تنفيذ أوامرهم ورغباتهم  دون اي جدل أو اي نقاش  بسيط  حتى  .
 هكذا هي فيفي  وهذا بالضبط  ما فتحت عينيها عليه في منزل والدها الثري حيث الخدم والحرس والسائقين والعمال موجودين في كل أرجاء القصر الذي يعلوا احدى المرتفعات الفخمة   لتلك العاصمة المزدحمة .
كانت فيفي تفتح عينيها عند الساعة الواحدة بعد الظهر كل يوم  ، هو موعدها المٌحّبب للنهوض من النوم بعد قضاء سهرة يومية كل ليلة تقريباً حيث تلتقي بشلة من الشباب والفتيات في احد الملاهي الذي كان يعاملها معاملة خاصة ومميزة لاسيما انها ابنة احد كبار أثرياء البلاد قاطبة ، ولم يكن يرفض لها اي طلب حّتى ولو حطمت المكان مراراً كما فعلت لمرات متتالية سابقة دون ان ينبس صاحب الملهى نفسه ببنت شفة ولعلمه المُسبق ان والدها الثري سيّعوض عليه خسائره بعشرة أضعاف وان هذا الأمر تكرر مراراً وتكراراً .
في احدى المرات لمحت فيفي شاب يدخل الى الملهى للمرة الأولى تقدمت نحوه وطلبت ان تّتعرف عليه ابلغها الشاب انه حضر الى هنا للسؤال عن عمل فأعطته بطاقة عليها كل أرقام هواتفها وعنوان قصر والدها وأبلغته انها تستطيع إقناع والدها بان يكون هو نفسه السائق الخاص بها ، لم يصدق الشاب نفسه وهو يتّلقى ذلك العرض من تلك الصبية الشابة   والجميلة في ان معا  .
وفي اليوم التالي طلبت فيفي من والدها بأن يعطي ذلك الشاب وظيفة سائق خاص لها على رغم وجود عدد لابأس به من السائقين في القصر وكان لا بد للوالد ان ينزل عند رغبة ابنته الوحيدة والخضوع لأرادتها ، طلب من شادي وهو اسم الشاب ان يحضر الى القصر عند الثامنة صباحاً من اليوم التالي ليستلم عمله الجديد السائق الخاصة للآنسة فيفي  ،  الأمر الذي آثار غيره باقي السائقين في القصر ولكن من يجروء على البوح عما يجول داخله وهذه هي إرادة الابنة المُدللة .
لاحظ سامي منذ اليوم الأول لعمله ان فيفي تتعامل معه بطريقة فوقية وفجّة وأنها فقط تأمر وعليه فقط ان يُنّفذ فكان لا بّد له من ان يستمع الى ما تقوله فيفي ما دام الأمر يتعلق بالعمل نفسه ولكن فيفي كانت تسأل شادي عن كل شاردة وواردة في حياته وأصُيبت بصدمة عندما فاجأها شادي بانه لا يستسيغ ان يتدخل احد ما في حياته الشخصية فقبلت الأمر على مضض  ووجدت انها امام شخصية قوية ومختلفة عما عهدته من باقي العمال والموظفين واصّرت داخل نفسها على إهانة شادي نفسه لانه تجرأ فقط على فيفي وطلب منها ان لا تخلط أمور العمل بالمسائل الشخصية الخاصة والحميمة .
في احدى المرات وفي حفل خاص في قصر والدها طلبت من الجميع الإصغاء قليلاً وتوجهت الى الحضور بعد ان طلبت من شادي التواجد داخل القاعة المخصصة بالحفل وقالت أمامهم ان هذا الشخص تجرأ عليّ وها انا اطرده من عمله أمامكم جميعاً فلم يكن منه الا ان رمى مفاتيح السيارة بوجهها وخاطبها بكلمات دافع فيها عن نفسه امام تلك الإهانة امام الجميع وقال لها انها اذا ظنت انها بامتلاكها للمال الوفير تستطيع شراء كل شيء فأنت مخطئة ، المال يشتري كل شيء الا الكرامة   والضمير
  فجّن جنونها بعد ان ظنت انها تستطيع بأموالها شراء الناس بأسرهم ، وكان شادي الاستثناء الذي أفقدها صوابها .
نعم  المال مهم في هذه الحياة  ولكن  كرامة الانسان  وعنفوانه   لا تساويها   كل اموال والد فيفي  وممتلكاته  وكل ما يملك   ،  ولا حتى كل جواهر ونفائس  واموال هذه الدنيا  قاطبة  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الاثنين   الاول من  تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x