استهزاء الإنسان وإرادة الله تعالى

استهزاء الإنسان وإرادة الله
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
منذ اللحظة الأولى لولادة شكيب ذلك الفتى المشاكس والشرير الى أبعد الحدود ، وحتى هذه اللحظة بالذات يرتبط اسمه بكل أنواع الأذى والأعمال الشريرة والقبيحة  التي لا يقوم بها الا  كل شخص تجّرد من كل العواطف الانسانية والأخلاقية على حد
سواء .
حتى والده يقول ان مجيئه الى هذه الدنيا تزامن مع حصول حادثة سير كبيرة في تلك البلدة راح ضحيتها العشرات من أبناء تلك البلدة والبلدات المجاورة بعد ان سقطت حافلة الركاب الكبرى التي كانت تقلهم في احد الأودية وصار تاريخ تلك الحادثة يشار اليه انه يوم مولد ذلك السيء الصيت شكيب .
عندما  كان  شكيب يسير في شوارع بلدته لا يسلم من أذاه لا شجر ولا حجر ولا بشر وان كانت هوايته المفضلة تعذيب الحيوانات على أنواعها فإذا أمسك بعصفور صغير فانه يعذبه شتى أنواع العذاب الرهيب ولا يتركه أو يرميه الا جثة هامدة  ، وقصص مغامراته وحكاياته على هذا الصعيد اكثر من ان تعد أو تحصى ما جعله عرضة لسخط أهالي بلدته  وكرههم  الشديد حتى لمجرد  سماع اسمه  .
وفي احدى المرات أمسك بكلب صغير الحجم وعمد الى رمي مادة حارقة سائلة على جسمه وعمد الى أشعال النيران في جسم ذلك الكلب الذي تراكض في كل اتجاه لا يدري المسكين ماذا يفعل وكانت نهايته المأساوية تحت عجلات احد السيارات التي كانت تمر في المكان .
اعتاد على أعمال الشر والتخريب اذا رأى شجرة كسر أغصانها ،  واذا  مر من امام منزل يعمد الى كتابة  بعض العبارات على الحائط الخارجي ، وغالبًا ما كان يحمل سكيناً في جيبه ويعمد الى أحداث جروح في كل سيارة يراها واقفة ، حتى ضجت البلدة بأسرها بكبارها وصغارها من أعماله التي اصبحت على كل شفة ولسان .
كانت الشكاوى تنهال على والد شكيب والرجل لا يعرف ماذا يفعل حتى صرخ في احدى المرات بوجه المشتكين له اذهبوا الى الشرطة انا لا سلطة لي على هذا الشخص ، انه ابني ولكن لا استطيع إيقافه عن تلك الأعمال التي يفعلها لقد حاولت مراراً وتكراراً ردعه ولكن لا اقدر على فعل اي شيء  ،  اعلن امامكم   هزيمتي  امام  ذلك الولد   صرخ  والده بلغة فيها الكثير من الحسرة والالم  .
شعر والده باحراج شديد من أهالي بلدته والبلدات المجاورة حيث اصبح حديث ابنه الشرير على كل شفة ولسان وهو العاجز عن فعل اي شيء   لوقف اعمال ابنه التي  تجاوزت كل حدود ومنطق  .
في احدى المرات قصد شكيب منزل احدى النساء العجائز الواقع في قلب البلدة وطرق على بابها بعد ان اوهمها بانه احد أقاربها وكانت تلك السيدة ضريرة وعاجزة فقالت له ( ماذا تريد يا عيني ) ؟
فأجابها بكل سخرية وتجّبر اي عين منها فأنت عمياء   !!
انت امرأة عاجزة  وانا شكيب القوي  ولا تسطيعي  ان  تشاهديني  وكال لها  كل انواع الشتائم والسخرية ولم يتركها الا عندما حضرت احدى جاراتها وعمدت الى طرده ليكف أذاه عن تلك المرأة العاجزة المسكينة .
لم يكن يمضي على تلك الحادثة اكثر من يومين حتى تشاجر شكيب مع احدى الأشخاص الذي ضربه بآله حادة على عينه مما أدى الى تلفها وانتشر الخبر في البلدة كما ينتشر النار في الهشيم لقد فقد شكيب عينه ، لقد فقد شكيب عينه واعتقد الجميع ان ذلك الشخص قد يتعظ مما حصل له ولكن كانت المفآجأة الكبرى انه اصبح أشرس وأخطر من ذي قبل فبدا ناقم على كل الناس ويريد ان ينتقم من اي شيء يتحرك امامه لا هم أكان بشر ام حيوان وزاد من أعماله الشريرة التي فاقت كل الحدود والتصور .
قد يعطي الله تعالى الشخص الظالم الوقت للعودة عن ظلمه وشروره ولكن بعض الناس تأبى إلا ان يتلازم اسمها مع أعمال الشر والعدوان ونست أو تناست الحكمة القائلة :
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتّذكر قدرة الله تعالى عليك .
اللهم اجرنا من الظلم والظالمين انك على كل شيء  قدير  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الخميس   4   تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x