لبنانيون وإثيوبيون الهدف واحد _ لقمة العيش

لبنانيون وإثيوبيون الهدف واحد _ لقمة العيش
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور – كندا
الأربعاء 27 كانون الثاني
2010
اليوم هو الأربعاء 27 كانون الثاني 2010 هو اليوم الثالث على وقوع مأساة الطائرة الإثيوبية المنكوبة التي سقطت في البحر فجر يوم الاثنين 25 كانون الثاني 2010   ، ذلك اليوم المأساوي الأسود في تاريخ وحياة الوطن الحبيب لبنان وعشرات البيوت اللبنانية التي فجعت بفقدان عزيز أو حبيب في ذلك المشهد المأساوي المؤلم والمفجع الى ابعد الحدود .
والله اكتب هذه الكلمات في هذه اللحظات والقلب يعتصر ألماً وحزناً على كل الضحايا والشهداء المظلومين الذين هم فعلاً شهداء البحث عن لقمة العيش الكريم والحر .
 وكانت المصادفة ان هذه اللقمة تحديداً والبحث عن العمل والجهاد في سبيل العائلة قد جمعت بين أشخاص من إثيوبيا حضروا الى لبنان من اجل العمل وتأمين القوت ، وبين لبنانيون كانوا في طريقهم الى أعمالهم ومصادر رزقهم في قلب القارة السمراء فكان القدر المشؤوم والموت في هذا الحادث المأساوي الرهيب وارتفعت أرواح جميع من كانوا في تلك الطائرة المنكوبة الى بارئها فان لله وان اليه راجعون .
طبعاً وحتى كتابة هذه الكلمات كانت لا تزال فرق الإنقاذ اللبنانية والأجنبية التي حضرت للمساعدة تعمل على مدار الساعة من اجل انتشال الجثث الطاهرة من أعماق البحر تمهيداً لتسليمها الى ذوييها وان كانت بلدة حناوية الجنوبية اللبنانية ، هي اول بلدة تُشّيع فقيدها الكبير حسن تاج الدين في موكب مهيب وحزين في رحلته الأخيرة الى تراب بلدته والجنوب اللبناني الحبيب والمقاوم للعدو وللظلم بعد ان سُدّت ابواب العيش والرزق في وجه أبنائه الشرفاء والإعزاء .
طبعاً سيتم انتشال الجثامين الطاهرة من أعماق البحر ولو بعد حين وسيتم دفنها في الثرى الحبيب سواء في الجنوب أو حتى في عكار والشمال وسيعود كل جثمان وفقيد الى تراب بلدته والأرض التي احب وعشق  حتى درجة الشهادة   .
ولأن الحياة لا بد ان تستمر ربما تعود الحياة الى طبيعتها الا في منازل الذين فقدوا الأخ والأخت والزوج والزوج والحبيب والابن والابنة وعصافير الجنة من الاطفال الشهداء الذين كانوا على متن تلك الطائرة ولا سيما الشهيدة الطفلة البريئة جوليا الحاج التي اسأل الله تعالى عّز وجّل لها ولروحها وأرواح جميع ركاب الطائرة المنكوبة الرحمة والمغفرة انه سميع مجيب  الدعوات   .
انها خسارة اخرى يدفع ثمنها الاغتراب اللبناني من خيرة أبنائه مشابهة لما حدث للطائرة التي سقطت في كوتنو بإفريقيا عام 2003 واستشهد فيها خيرة من أبنائنا من المغتربين اللبنانيين والجنوبيين تحديداً الذين يعملون في عموم قارة أفريقيا السمراء .
أتابع عن كثب وقبل حضوري الى هذه البلاد قبل عقدين من الزمن شجون وشؤون الاغتراب العربي عامة والاغتراب اللبناني بشكل خاص ،  والأمر عندي سيان والحزن هو واحد وموحد عندما يتعلق بمقتل احد ما من اللبنانيين والعرب سواء في حادث سير في مونتريال الكندية أو مقتل مغترب بإطلاق النار عليه في ديترويت الأميركية أو اي حادث مأساوي يحصل في مشارق هذه الارض ومغاربها وقد فقدنا كعائلة الشاب المهندس المرحوم ( نجيب محمد علي طالب ) الذي توفي على اثر حادث سير مروع في سيدني باستراليا رحمة الله ورحم جميع من فقدانهم في كل الحوادث ولا سيما تلك الطائرة الإثيوبية المنكوبة ، ان لله وان إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العّلي العظيم .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          الخميس   4   تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x