صابر في الكلية

صابر في الكلية

بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
مجلة الحوادث _ لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد 2091
الجمعة 29 ت٢ 1996
دقت ساعة المنبه معلنة السادسة  فجرا في ذلك الصباح الباكر من تشرين الثاني من ذلك العام معلنة صباحاً جديداً وفجراً اخر .
استيقظ صابر كعادته متثاقلا متعباً لانه يأوي إلى الفراش في ساعة متأخرة من الليل وعليه أن يستيقظ في هذه الساعة الباكرة من كل صباح .
مضى على صابر أكثر من سنتين على هذه الحالة أوقاته كلها مملؤة خمسة ايام في الكلية ونهاية الأسبوع في العمل ، اذن كان على صابر ان يبدأ أسبوعه نهار الاثنين الثامنة صباحاً وحتى زوال ذلك النهار لمدة خمسة ايام تنتهي بعد ظهر الجمعة من كل أسبوع .
وبطبيعة الحال لم يكن يشعر بعطلة نهاية الأسبوع مثل غيره من خلق الله لأن عليه أن يعمل يومي السبت والأحد من كل أسبوع من السادسة صباحاً وحتى الثالثة بعد الظهر ،  اذن يستيقظ يومياً عند السادسة والنصف والسبت والأحد يستيقظ عند الخامسة فجراً ليكون في مقر عمله عند السادسة صباحاً وهكذا  كان صابر يبدأ صباحه بالشكر لله تعالى على يوم جديد ويحمد الله على جميع نعمه التي لا تعد ولا تحصى  .
 بعد ذلك يتناول قهوة الصباح وهو يهيئ كتبه استعداد ليوم جديد أخر ويغادر منزله عند الساعة السابعة والربع يومياً هو وزوجته المتوجهة إلى عملها في أحد مطاعم المدينة وطفله البالغ من العمرأربع سنوات الذي يذهب يومياً إلى دار الحضانة حيث يمضي خمسة أيام في الأسبوع من السابعة والنصف صباحاً وحتى مجيء صابر وزوجته من عملها لأخذ الطفل والعودة إلى المنزل بعد عناء يوم حافل بالعمل والعطاء .
كانت مائدة الطعام تقريباً هي المكان الوحيد الذي يجتمع من خلالها أفراد العائلة بعد حضورهم إلى المنزل فيطمئن صابر من زوجته على أمورها ويستمع إلى طفله عما عما حصل معه من أحداث في ذلك اليوم ، كان صابر يعلم ان طفله كثير الحركة ومثلما يقولون في المثل العامي لا يدع اي طفل يعتب عليه من لكمة بسيطة أو حتى دفشة بسيطة ولكن برغم ذلك كان طفله محبوباً من قبل المعلمات في دار الحضانة على الرغم من وجود بعض الملاحظات على نشاطه وحركته الزائدتين .
كان صابر يصل إلى الكلية متأبطاً حقيبته الدراسية على كتفه وبداخلها الكتب والمحاضرات التي يحتاج لها يومياً في جهد المتواصل للحصول على شهادة الدبلوم في ( ادارة الفنادق ) هذا القسم الذي اختاره صابر لمحبته بالعمل في قسم الخدمات العامة واختلاطه مع أكبر عدد ممكن من الناس في عمل يحتاج كثيرا إلى الجهد الكبير والمتواصل في سبيل إرضاء الناس الذين سيتعامل معهم في وظيفته المستقبلية ،  كمدير قسم في احد الفنادق بطبيعة الحال كانت تواجه صابر العديد من المشكلات خلال دراسته ولا سيما مسألة اللغة الإنكليزية ، فصابر لم يمض على وجوده في كندا اكثر من خمس سنوات وبالتالي عليه ان يكون مُلما بجميع المواد التي يدرسها وكانت الصعوبة على صعيد اللغة هي في  اللغة الانكليزية الأكاديمية الموجودة في الكتب والمحاضرات وهي بالتأكد مختلفة كلياً عن اللغة التي تستعمل في الحياة العامة ، وكان صابر يلاحظ ان الكنديين الذين ولدوا في هذه البلاد كانوا يتأففون فكيف بحاله واللغة الإنكليزية هي لغته الثانية .
كان صابر يعتقد ان المسألة هي مسألة تحد بالنسبة له ويجب ان يكون على مستوى هذا التحدي وان يثبت لنفسه ولجميع من حوله انه سيتمكن من الحصول على شهادته الجامعية التي تؤهله لدخول ميدان العمل بكفاءة كبيرة .
كانت محبة الناس لصابر هي رأسماله الوحيد فكان لا يتوانى عن تقديم اي خدمة تطلب منه وخاصة من المواطنين العرب القادمين الجدد الى هذه البلاد وما يحتاجون اليه من خدمات في مكاتب الحكومة ودوائر الهجرة والرعاية الاجتماعية وما الى ذلك  ، وكل  تلك الخدمات كان ولم يزل يقدمها  قربة الى الله تعالى   وعن ارواح امواته  فقط لا غير   وسط  دهشة البعض  الذين وصلوا الى مرحلة   انهم يبخلوا  حتى بالجواب على اي سائل  لخدمة مهما كانت  صغيرة  .
صابر خدوم ، نشيط لا يتوانى عن نصرة الحق مهما كلفه ذلك من مشقات وهوان البسمة لا تفارق فمه ، يقول ويظل يردد كن مع الله ولا تبال ، وحين يشعر بأن الأيام تعانده على الدوام يصبر ويصبر إلى أبعد الحدود  .
 يردد يا رضى الله ورضى الوالدين عند اي مصاعب تواجهه وينطلق من جديد بعزيمة أقوى ومثابرة تعاند الصخر .
انه عنوان لإرادة الحياة إنه صابر !!!
عنوان للشخص  الذي  يصارع امواج   هذه الحياة  بكل صبر وثقة اكيدة بغد افضل   مهما كانت الصعوبات   والالام  في  هذه الحياة العجيبة والغريبة في ان معا  .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                          السبت   6     تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x