رزان وعّزة النفس

رزان وعّزة النفس
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور _ كندا
عاشت رزان في كنف عائلة متوسطة الحال تقنع بما أًعطي لها من رزق في هذه الحياة  ، وكانت علائم السعادة والوفاق ترفرف على فوق أفراد تلك الأسرة السعيدة الصغيرة المؤلفة من رزان وأخويها الشابين ووالدها ووالدتها  ، فوجدت منذ الصغر عطف الاب وحنان الام ومحبة الأخوين المميزة لها وكان والد رزان يطلق عليها زهرة المنزل فتفرح داخل نفسها وتشكر الله تعالى صبحة وعشية انها تعيش مع هذه الأسرة المميزة حيث الحب والاحترام والمودة كركائز أساسية يقوم عليها ذلك البيت بامتياز .
أنهت رزان دراستها الثانوية بامتياز لافت مما افسح لها المجال ان تدخل إلى الجامعة واختارت القسم الذي حملت بدراسته على الدوام وهو قسم الحقوق ولم يصدق أهلها وهي نفسها بان الايام والسنين ستمر بهذه السرعة حيث وقفت يوماً في حفل تّخرجها كطليعة الطلاب المتفوقين وسط إعجاب وثناء أساتذتها المشرفين على دراستها وتنويه وجائزة خاصة من عميد الكلية نفسه ،
اذن رزان الفتاة الوحيدة وزهرة منزل والديها أضحت الآن محامية وعليها سلوك ذلك الطريق الطويل في مجال عملها والدفاع عن الحق والمظلومين في مجال حياتها الجديدة العملية .
عرف عن رزان نفسها طيبة قلبها الخاصة والمميزة وتعاملها بكل أدب واحترام مع كافة الناس دون اي تمييز بين زيد أو عمر أو غني أو فقير فكل الناس عندها سواسية كأسنان المشط تتعامل معهم بكل احترام ومودة  لافتة  .
في احد المناسبات الاجتماعية تّقدم منها احد الأشخاص وطلب ان يتعرف عليها وبعد حوالي العشرين دقيقة فوجئت به يطلب يدها للزواج ، فأصيب بالدهشة من ذلك الطلب السريع من ذلك الشخص الذي وجد في رزان ضالته على ما يبدو .
 جمال مميز وباهر ، علم وأخلاق عالية ورفيعة فطلب ذلك الشاب زيارة أهل رزان في منزلهم وكان له ما أراد وسارت الامور على أحسن ما يرام ولم يكن يمضي الثلاثة  أشهر حتى كانت رزان تُزّف عروساً إلى منزلها الزوجي  .
مرت الأسابيع على زواج رزان ولاحظت أن زوجها بدا شديد الاهتمام بجميع المال وهو الموظف في احدى الشركات الكبرى في تلك المدينة وكان يحاسب زوجته في كل شاردة وواردة ولم يتوانى ان يأخذ ما تجنيه زوجته المحامية من مال ولا تعرف هي نفسها اين تذهب تلك الأموال كلها  وشعرت  في قرارة نفسها  ان زوجها  لا يخبرها اي  شيء عنه وكان في منتهى الغموض   في تعامله  معها  .
فزوجها إنسان غامض ولا يفصح ما يدور داخل نفسه حتى لزوجته نفسها وفي اول مناسبة طالبت رزان من زوجها تفسيراً لمسألة المال فاجأها بقوله ( أنه تزوج منها أساساً لأنها محامية ومشروع تجاري ناجح بالنسبة له ) !!
وقعت تلك الكلمات وقوع الصاعقة على رأس رزان التي أدركت في تلك اللحظة ان طيبة قلبها وعفويتها أوقعاها في شرك هذا الأنسان الطّماع وبادرت إلى الطلب منه بان يُطّلقها ويذهب كل واحد في طريقة ، وبدت ان تلك اللحظة التي كان ينتظرها في أسلوب الابتزاز البغيض تجاه من أخلصت له وشعرت بأنها احّبته من صميم قلبها فطلب منها أن تتنازل له عن الشقة التي عملت سنوات طويلة وشاقة حتى اشترتها ولم يكتفي بتلك الشقة بل طلب مبلغ خيالي من المال   حتى يحقق  طلبها  بالطلاق  ،  وفي لحظة حسم وافقت رزان على كل مطالبه وحصلت على الطلاق منه وكانت لحظة مؤثرة بالنسبة لها ولباقي أفراد أسرتها اختلطت فيها دموع الفرح والحزن معاً الفرح لانها أستعادت حريتها من شخص مخادع ومحتال   ، وكانت لحظة حزن على انها صّدقت مشاعرها وأحاسيسها تجاه ذلك الشخص الأناني واللئيم .
أمر واحد وثابت لم يتغير هو اعتزازها الكبير بنفسها وإصرارها على ان الأمر برمته كان مجرد خطأ وأن كان كبير وعميق   ، وتعرف انها بشخصيتها القوية  ستتجاوز  تلك الازمة العابرة لأنها نفسها   أقوى  واشد  عودا  مما يتصوره البعيد والقريب  على حد سواء  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاثنين  15             تموز           2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x