خطابات كلام وطعام

كانت الساعة تشير إلى السادسة مساء عندما فُتحت أبواب القاعة التي ستشهد ذلك الاحتفال الذي يقام بمناسبة قدوم وفد سياسي من الوطن الام ، بدأ تقاطر المدعويين إلى ذلك الحدث الذي تشهده إحدى  اكبر  قاعات الاحتفالات في شرق تلك المدينة الغربية التي تشهد حضور قوي وكثيف للجالية العربية منذ عشرات السنوات وحتى يومنا الحاضر .
إزدحمت مداخل القاعة بالحضور ، كانوا جميعهم تقريباً هناك  :  رجال ، نساء بكامل اناقتهن ، حتى لوحظ وجود عدد لا بأس به من الاطفال وبأعمار مختلفة .
كان على الشخص المولج بأخذ كل شخص إلى مكانه حسب ترتيب القاعة أن يضاعف جهده لان صف الحضور وصل إلى خارج القاعة نفسها وحتى موقف السيارات الملاصق تماماً لتلك القاعة  نفسها  .
كانت الساعة تشير إلى السابعة عندما امتلأت جميع الطاولات داخل القاعة تقريباً ومع ملاحظة حضور بعض الناس متأخرين ساعة ونصف الساعة عن الموعد المقرر فيما يبدو انه للحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا الموروثة بعدم المحافظة على المواعيد والوقت !
صعد في هذه اللحظة عريف الاحتفال إلى المنبر الذي وضع في منتصف القاعة تماماً داعياً الحضور إلى أخذ أماكنهم تمهيداً للبدء بالحفلة ، قّدم بعض الخطباء الذين بدا البعض منهم وكأنه لم يرى المنبر والخطابة منه لسنوات طويلة  وسنوات   ،
والخطباء يصعدون الواحد تلو الآخر وبدا الملل يّتسرب إلى الحضور وبدأت الأحاديث الاجتماعية الجانبية على كل طاولة على حدة ، انها سيدة الموقف فبدا الخطيب على المنبر في واد ، والحضور في القاعة في واد آخر !!
عند الثامنة والنصف تم تقديم طعام العشاء فسكتت الآلسن وارتفعت أصوات ارتطام الملاعق والسكاكين بالصحون التي تناثرت على كل الطاولات وامتلأت بشتى أنواع الطعام العربي المختلف ، وقد ترافق تناول الطعام مع استمرار الأحاديث وبصوت مرتفع  احيانا كثيرة فكنت تستمع لرواد الطاولة في أقصى زوايا المطعم عن أي حديث يتكلمون وبصوت مرتفع !
ومن الطبيعي انه بعد انتهاء فترة الطعام للبعض فان حركة الذاهبين والعائدين من المرحاض بدت عادية وخصوصاً لدى الجنس اللطيف من الحضور فهذه ذاهبة من أجل إصلاح الماكياج على وجهها وأخرى لغسل يديها وهكذا دواليك .
عاد عريف الحفل إلى المنبر ليعلن أنه يوجد عدة كلمات إضافية قبل أن يقدم المتحدث الرئيسي لتلك المناسبة والقادم خصيصاً من الوطن الأم .
ترافق صعود بعض الخطباء مع استمرار بعض الحضور بتناول طعام العشاء مع اختلاط صوت الخطيب مع أصوات الصحون والملاعق واستمرار بعض الأحاديث الجانبية وبأصوات مرتفعة ولافتة وغير مبررة على الإطلاق !
كان قد مضى اكثر من ثلاث ساعات على موعد بدء المناسبة عندما تم تقديم المتحدث الضيف الذي بدا بغاية اللطف والذوق حيث بدأ كلامه بأن من سبقوه من الخطباء قد أعطوا الموضوع حقه واشبعوه شرحاً وتحليلاً !
بدأ حديثه الهادئ الموضوعي فشرح وباختصار شديد الوضع العام في الوطن الام وما بواجهة ذلك البلد الصغير من محن ومصائب يعانيها الشعب هناك وبالتالي ينعكس على أبنائه المنتشرين في مشارق هذه الارض ومغاربها !
شارفت المناسبة على نهايتها غادر معظم الحضور القاعة فيما اصّطف بعض من يمتهنون النفاق الاجتماعي المعتاد في مثل هذه المناسبات بكيل المديح والكلام المُتخّف بحق الضيف دون ان ينسوا التقاط الصور التذكارية مع الضيف   باجهزة الهاتف  الحديثة  او  بكاميرات خاصة بهم احّضروها لهذه المناسبة !
كانت  مناسبة مملة الى ابعد الحدود   كان فيها الكثير الكثير  من الكلام  والقليل  من الاصغاء  والتركيز  في تلك المناسبة   نفسها  .
غادر الجميع إلى منازلهم بانتظار مناسبات قادمة يلتقي أبناء الجالية ببعضهم البعض ولو على صعيد المناسبات فقط !!
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاربعاء  31      تموز              2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x