زينة – قمر لبنان

زينة – قمر لبنان
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
مجلة الحوادث    لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد / 2787
الجمعة    2   نيسان     2010
 عندما قرر  عامر   زيارة الوطن الأم لبنان في منتصف شهر ايار من العام 2009 ، بعد غياب خمس سنوات متتالية لم يكن يخطر في باله في افضل الاحوال ان مفاجأة من العيار الثقيل كانت تنتظره عمرها على الأقل 27 عاما بالتمام والكمال وتعود الى العام 1983 تحديدا .
في ذلك العام تعرف عامر  إلى الفتاة التي ما غابت عن باله يوما على الرغم من مرور كل تلك السنين الطوال في عمر غربته الطويلة والأليمة هذه .
لم يكن قد مضى على وجوده في الوطن حين لمح بطريق الصدفة احدى السيدات التي تتصل  بصلة  قربي إلى فتاة أحلامه وكان حديث عابر وعام وتبادل لأرقام الهواتف ومضى في مشواره المقصود .
بعد ايام عديدة وفي احد الصباحات المشرقة من ايام بيروت وحوالي الثامنة صباحا رن جرس هاتفه الخليوي وكان على الخط الآخر صوت نسائي رقيق يفيض عذوبة ورقة  ، ولم يكن  عامر في أفضل الاحوال يعتقد ان الصوت على الهاتف الآخر لم يكن الا فتاة أحلامه نفسها التي ما فارقت مخيلته صورتها الجميلة والمميزة لتلك الأنسانة التي احبها منذ ان لمحها في ذلك اليوم من العام 1983 وحالت ظروف أليمة من الارتباط بها لأنها تزوجت من شخص اخر في ظروف غربية ومؤلمة إلى ابعد الحدود لا مجال لشرحها في هذه العجالة ، المهم انه لم يُصدق ما سمعته أذنه عندما رددت اسمها على مسامعه ، ذلك الاسم الذي حفر داخل قلبه ولا تستطيع كل قوى هذه الارض مجتمعة من محوه وازالته منذ ذلك الوقت وحتى يومنا الحاضر هذا .
انطلقت كلماتها الساحرة في أذنه بشكل انسيابي وجعلته يعيش ولو للحظات معدودات في عالم اخر فيه الكثير من السعادة والشوق لأيام وسنين طويلة خلت  ، وكان الدهر اللئيم بالمرصاد امام قلبين أبت الحياة لهما الالتقاء والعيش بسعادة غامرة فحالت ظروف عديدة دون ان يجمعهما مصير واحد على رغم المشاعر الانسانية الجياشة التي كانت تجمع روحيهما معا .
عندما شاهدها  عامر للمرة الأولى بعد ذلك الغياب الكبير من السنوات ، لم يُصدق عينيه وهو يتأمل ذلك الجمال الرائع  الأخاذ وشعر ان الزمن توقف عن الدوران لمدة سبعة وعشرين عاما فمرت تلك السنون بسرعة قصوى وبقي ذلك الوجه الجميل يحمل الملامح التي لا تُنسى حتى نهاية هذا الكون بأسره .
كان لا بد للإجازة من نهاية وبالتالي العودة الى غربته المريرة التي ما شعر يوما انه عاشها بطريقة عادية على الرغم من مرور كل تلك السنوات الطويلة التي يعلم الله وحده مدى الالام والمآسي المجتمعة التي عاشها وتعرض لها منذ اللحظة الأولى التي وطأت قدماه تلك الارض وحتى هذه اللحظة الحالية من حياته .
انطلقت الطائرة من مطار بيروت وشعر عامر  في تلك اللحظات ان قوة رهيبة انتزعت قلبه من بين أضلاعه انه شعور غريب لا يستطيع وصفه ولن يستطيع نسيانه البتة ما دام حيا .
كلما قست عليه الحياة كعادتها يتذكر تلك  الانسانة   الرائعة   التي لم ينساها  يوما  على الرغم من مرور كل تلك السنوات الطويلة  .
عامر  عنده شعور انهما سيلتقيان يوما والأمور كلها ستتغير  لا يعرف كيف واين ومتى    ولكن هذا الشعور يلازمه  دوما    .
أمر يؤكد عليه  عامر بينه وبين نفسه انه سيحصل يوما ما !!
شعور  غريب وعجيب  فعلا  !
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الجمعة   2  أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x