مرض غريب وعجيب

مرض غريب وعجيب
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور / كندا
يُحكى أن أحدى القرى أصيبت بمرض غريب وعجيب وهو أن كل سكانها ودون استثناء يحمل كل واحد منهم لقب مُعين فهذا أبو كذا وذاك أبو عّلان حتى النساء لن ينجون من هذه المعضلة وهكذا ما أن يبلغ الشخص عمر مُعّين  ما    ، حتى  يطلقوا عليه لقب خاص به أو الاكتفاء بإطلاق لقب أبيه أو امه عليه !
في أحد الايام حضر إلى تلك القرية أحد أبنائها الذي قضى  عمره في ديار الغربة ولما سمع بقصة أبناء قريته ومسألة الألقاب معهم جلس وتفاخر امام أبناء القرية بانه قضى معظم حياته في الخارج وهو ( زمط) أي أفلت من مسألة الألقاب تلك ومنذ تلك اللحظة لا ينادي أبناء تلك القرية ذلك المغترب العائد الا بلقب زّمط ، حضر زمط وغادر زمط وأولم زمط على شرف رئيس البلدية   وهكذا دواليك حتى أحالوا  حياته إلى ما يشبه الجحيم وتراه اليوم يجلس في منزله ويلعن  الساعة التي قرر فيها العودة إلى تلك القرية والاستقرار فيها لانه أخذ لقب فور وصوله  وانطبق عليه المثل الشعبي الذي يقول   اول  دخوله  شمعه على طوله !!
تطغى  الموروثات الشعبية على العديد من أمور هذه الحياة وشجونها في كل المجالات ، حتى ولو تدخل الشرع في هذه المسائل وقال بحرمتها عملاً بمبدأ الآية الكريمة في القرآن الكريم التي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ولا تنابذوا بالألقاب  صدق الله العلي العظيم .
إلا أن بعض الناس تتغاضى عن هذا الأمر في بعض الاحيان ويختلط المزح والفكاهة بالجد والحياة الحقة على مبدأ ذلك الطفل البريء الذي ذهب إلى امه يوماً وقال لها :
أمي … أمي أعطيني نقوداً  اود ان  أعطيها لرجل مسكين وفقير يصرخ في الشارع ، فرحت الام وقالت بينها وبين نفسها أن قلب ابنها الصغير قد حّن على ذلك الرجل وهو ما كانت على الدوام تعلمه بأن يحنوا على الفقراء وكم كانت دهشة الأم كبيرة عندما سألت ابنها الصغير : وماذا يصرخ هذا الرجل يا ولدي ؟
قال الطفل : أيس كريم …. أيس كريم    .
وبالعودة إلى مسألة الألقاب وكيف ان هذه الأمور قد تؤذي مشاعر بعض الناس التي تشاء ظروف معينة ان أجدادهم أو أهلهم حملوا لقب ما مُعّين فحملوا هم بالتالي ذلك اللقب على الرغم من مرور سنوات طويلة على إطلاقه وهم لا ناقة لهم ولا جمل بكل هذا الموضوع !
أجمل وأروع الصور الإنسانية في هذه الحياة هي أن نحافظ على أنسانية الإنسان الذي خص  الله تعالى بها بني البشر  .
 دعونا  ننظر إلى الإنسان بما يحمل من قلب وفكر ومروءة وأن لا نحكم عليه ومنذ اللحظة الأولى باي لقب يحمل أو ماذا يلبس وأين يسكن وما هو رصيده في البنك !
دعونا نعود إلى إنسانيتنا جميعاً في عالم باتت تسوده الأنانية والأحقاد على حساب المبادئ الطاهره والمقدسة ولو بعد حين .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاثنين   5     أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x