رنين والمستقبل الغامض

رنين والمستقبل الغامض
بقلم علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
عندما حضرت رنين من وطنها الأم مع والديها إلى هذه البلاد كانت تبلغ من العمر تسع سنوات وعاشت مع والديها وشقيقين آخرين في تلك المدنية الكندية  البعيدة ، دخلت رنين إلى المدرسة وأكملت تعليمها الثانوي ومن ثم قررت الدخول إلى الجامعة لدراسة إدارة الأعمال تلك المادة إلتي كانت تحلم بدراستها منذ الطفولة  .
ومرت الأيام ووقفت رنين في ثوب التخٌرج الأسود وسط فرحة والديها وأخوتها ودموع الفرح التي انهمرت من عيني والدها وهو لا يتصور أن طفلته الوحيدة أصبحت شابة وهاهي تقف بكل ثقة وكبرياء لتتسلم شهادتها الجامعية من عميد تلك الجامعة وسط أجواء احتفالية رائعة شعر فيها كل الحضور بالسعادة والحبور لتخريج تلك الكوكبة من الطلاب وبالطبع عدد لابأس به منهم من الطلاب العرب في هذه البلاد من  الذين تفوقوا وحصلوا على درجات مميزة .
بدأت رنين رحلة البحث الشاق عن عمل ضمن نطاق دراستها وكانت محظوظة عندما تم إبلاغها من أحد البنوك في تلك المدينة بأنها قبلت للعمل كموظفة في ذلك البنك وفرحت بالأمر واعتبرت أن الحياة تسير معها على أحسن ما يرام .
تميزت رنين بجمال شرقي آخاذ وقوام ساحر ما جعل الزبائن يثنون على جمالها الباهر والعيون العربية الجميلة بإمتياز فكانت تبتسم بكل خجل وتشكر بكلمات رقيقة من يوجه لها أي ثناء وهي صاحبة القلب الرقيق كقلوب الاطفال تماماً .
صودف في أحد المناسبات التي كانت تحضرها رنين أن تّقدم منها أحد الشباب الذي يقيم في أحد المدن  الكندية  البعيدة   لمكان سكنها وطلب منها أن يقوم بزيارة منزل والديها بغرض التعرف عليهم وطلب يدها للزواج بعد أن عرف أنها غير مرتبطة بأحد ، في هذه الأثناء قام والدها بالسؤال عن ذلك الشخص في المدينة التي يسكن فيها فعرف انه كان متزوجاً من سيدة عربية تقيم في تلك المدينة وعنده مشاكل قانونية تتعلق بالأعمال التي يقوم بها مع أشخاص آخرين ، فقرر والد رنين أن يفاتحها بالأمر ولكنها اصّرت على القبول به زوجاً وهي الفتاة التي لا تجارب لها في هذه الحياة فاختارت طريق القلب دون أي التفات إلى أمور ومشاكل ذلك الشخص وهي التي عرفت انه كان متزوج وترك خلفه زوجة وعدة أطفال وأختار طريق خاصة به . تزوجت رنين من ذلك الشخص وانتقلت للعيش معه في المدينة التي يقطن فيها واستطاع الحصول لها على عمل في أحد البنوك بحكم خبرتها وسارت الامور عادية وبدأت رنين تكتشف أن الرجل الذي تعيش معه الآن هو إنسان مختلف كلياً عن الشخص الوسيم الذي قابلها في تلك المناسبة سابقاً فهو دائم العصبية يقضي معظم نهاره في الخارج يسهر كثيراً ولا يعود إلى المنزل الا في ساعات الصباح الأولى وتفوح منه روائح الدخان والمشروبات الروحية .
حاولت رنين أن تتحدث مع زوجها وان تشرح له انهما في بداية حياة زوجية وعليهما التفاهم على أمور كثيرة فلم تجد منه الا الصياح والشتائم التي كان ينهال بها على رنين كلما حاولت أن تتحدث معه شيء ، كانت كل تلك الامور تحصل وأهل رنين لا يعرفون أي شيء عن حياة ابنتهم .
 وفي أحد المرات حضرت والدة رنين لزيارتها فوجدت ابنتها التي كان يُضرب المثل بجمالها في حالة نفسية يرثى لها وبعد إصرار من والدتها تحدثت لها رنين كيف انها وقعت ضحية شخص غريب الأطوار يقضي معظم أوقاته على طاولات القمار وفي حانات الشرب والعبث ، وفي أثناء وجود والده رنين في منزلها تلقت الأخيرة اتصال من زوجة زوجها السابقة تبلغها ان الأخير لا يبعث لأولاده باي مال وهي مضطره لإبلاغ المحكمة بذلك .
غرقت رنين بموجة من البكاء والدموع ولعنت حظها العاثر الذي أوقعها في قبضة هذا الشخص الشرير والقاسي إلى أبعد الحدود ، ولم يجد والدها الا الصمت وهو يرى وحيدته المُدللة تحولت إلى ما يشبه الكائنات البشرية !
ادركت رنين انها  ارتكبت خطا كبير   لم تدرك  فداحته الا بعد فوات الاوان   .
                                               على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاربعاء  7         أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x