وأما بنعمة ربك فّحدث

وأما بنعمة ربك فّحدث
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
إستغرقت مُحدثتي  السيدة الكندية كيف ان الطبيعة هي وحدها ما يُحّرك هذه الحياة بأسرها وكيف ان أمور الحياة عامة تسير بمنطقها الطبيعي وأعطت مثال على ذلك حركة الليل والنهار وتعاقب فصول السنة من ثلوج وأمطار وشمس وصقيع وما إلى ذلك أرجعتها برأيها إلى الطبيعة نفسها .
كان مفهومها للحياة خليط غريب وعجيب من الإنكار  بوجود الله عز وجّل وبدت انها مقتنعة بهذا الرأي ومستعدة للدفاع عنه حتى اخر لحظة في حياتها مهما كانت الاسباب والمعطيات التي تُقّدم أمامها لمناقشة هذا الرأي .
من خلال حديثها وتمسكها برأيها عرفت انها حاصلة على شهادة دكتوراه في احد العلوم ولكن أهم سبب لتفكيرها المثير هذا يعود إلى ايام الطفولة اذا حدث معها أمر ما شعرت انها لا تحبذ الحديث عنه لأسباب شخصية وعائلية ، حاولت ان استمع إلى مُحدّثتي إلى آخر كلامها ولم أخفي تعجبي من مقارنتها للأمور وادركت ان موقفها هذا من الدين والطبيعة إنما أتى بعد موقف ما تعّرضت له ولا تريد التطرق اليه البتة ولا بأي حال من الاحوال .
قالت جملة وكررتها مراراً انها لا تريد للدين عامة أي دين كان ان يكون جزء من حياتها أو مجرد شعور ان لديها التفكير بهذا الأمر برمته ، طبعاً وصلت إلى هذه الحالة بعد ان أقنعت نفسها على ما كانت تردد انها على صواب وان قرارها صحيح مئة بالمئة .
( أنا طبيعية فقط ما أؤمن به هو الطبيعة ) ، قالت هذه الجملة أمامي مراراً وتكراراً وبعد ان استفاضت في شرح وجهة نظرها  امامي  بطريقة علمية واكاديمية الى ابعد   الحدود  .
أخذت دور المحاور لي وبدأت بتوجيه العديد من الاسئلة وكنت أجيب عليها في قدر معرفتي بالأجوبة عنها وانا أعرف اني امام أكاديمية وسيدة مّرت بالكثير من تجارب هذه الحياة .
رددت أمامها ان كل يوم لي في هذه الحياة أتعرف بها على اشياء جديدة بالنسبة لي تشير بما لا يقبل اي شك او جدل بقدرة الله تعالى على إدارة كل أمور هذه الحياة منذ البداية ( بداية التكوين ) ، إذ لا يعقل ونحن تجاوزنا العقد الأول من هذا القرن الواحد والعشرون ان نقول بان الطبيعة هي وحدها سبب نشوء الكون ولا وجود لأي خالق لهذا الكون بأسره ( والعياذ بالله من هذا الكلام ) .
شرحت لها باني لا أقوم أمامها برجل الدين العارف بكل أمور الدين والحياة على حد سواء .
ذكرت أمامها حادثة مشهورة حصلت مع احد اهم مُنّظري اكبر الأحزاب العالمية عندما كان يحاضر في احدى  (امهات) الجامعات العالمية عن الدين والطبيعة وكيف ان الطبيعة هي من يتحكم بأمور وفي تلك اللحظات بالذات حصلت هزه أرضية مما أدى إلى وقوع الأستاذ المحاضر على الارض ولما أراد النهوض قال كلمة ( يا الله ) فاستغرب احد التلاميذ الأمر وجعلت ذلك المحاضر يتراجع عن كل ما كان يؤمن به ويسلك طريق اخر مناقض لما عمل له من سنوات .
نظرت إلى مُحدّثتي التي وضعت يديها فوق رأسها وقالت ( يا آلهي كلامك فيه شيء من الصحة والمنطق ) !!!
لا لا  انت محاور جيد   قالت ورددت وهي  تحمل   حقيبتها وتمضي  وهي  تتمتم   بكلمات لم اسمعها   وغادرت المكان  .
                                              على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الاربعاء  7         أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x