سقوط مفهوم العائلة في الغرب

سقوط مفهوم العائلة في الغرب
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور  كندا
مجلة الحوادث    لندن
بريطانيا
رسائل الى المحرر
رقم العدد  2464
الجمعة 23    ك٢
2004
 (  اذا أردت أن تعيش بيننا ، فما عليك الا أن تدفع لي أجرة غرفتك مبلغ مئتي دولار في الشهر ، وإذا لم تدفع ، فأخرج من المنزل في الحال ، لقد اصبحت في الثامنة عشر من العمر ، وتستطيع ان تعتمد على نفسك او ان تسكن في أي مكان تختاره )  !!
بهذه الكلمة القاسية خاطب الأب الكندي أبنه البالغ من العمر ثمانية عشر عاماً ، وهو بهذه الحالة ، يعطينا مشهداً واقعياً عن الحياة الغربية بشكل عام ، ولا سيما على صعيد العائلة والأسرة بشكل خاص .
اذا أراد الإنسان ان يكون منصفاً في وصف أحوال وشجون البلاد الغربية ، فيقول بأنهم نجحوا في ميادين عديدة في هذه الحياة ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر  :  الزراعة  ، الطب ، الصناعة  وميادين عديدة في العلوم والتكنولوجيا على كافة الصعد ، ولكن الشيء الوحيد والمؤكد الذي فشل به الغرب ، لا بل كان سقوطه مريعاً ، هو وجود العائلة التي هي اساس ومدماك كل مجتمع صلب ومتماسك في كافة الميادين المتعددة لهذه الحياة .
فالحياة العائلية والأسرية كما نفهمها نحن العرب تكاد تكون معدومة وذلك بسبب سيطرة المادة والمال على عقول البشر واعتبار ان على الانسان ان يهتم بنفسه أولاً وأخيراً  ، مما ولّد هذه الحالة من الفردية والأنانية عند الإنسان الغربي الذي يعيش حياته على هذا الأساس منذ ولادته وحتى اخر يوم في حياته .
لي جارة كندية تحدثني دوماً عن حياتها الخاصة بسبب او دون سبب ، أخبرتني مؤخراً انها تعرفت الى صديق جديد وهو مُصّر على طرد ابنها من المنزل قبل ان يحضر هو ليعيش معها في منزلها ، وبالفعل طردت ابنها المسكين  الذي حاول جاهدا ان يشرح لأمه  بان لا مكان اخر يستطيع الذهاب اليه   وطلب منها ان تمهله   حتى نهاية العام الدراسي فقط ولكنها رفضت  وأصرت على رأيها   .
 وحضر الصديق  وبقي مع تلك السيدة  لأسبوعين فقط   ومن ثم غادر المنزل دون عودة    .
الأمر أضحى على الشكل التالي : السيدة الكندية طردت ابنها من المنزل ، صديقها مكث معها لأسبوعين فقط وتركها وأضحت وحيدة تندب حظها العاثر وتلقي اللوم على المجتمع المادي والحياة التي لا ترحم كما قالت لي حرفياً .
انه منطق العائلة بالمفهوم الغربي  المتحضر  .
                                             على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء    20             أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x