عشرون عاماً من الغربة

عشرون عاماً من الغربة
بقلم : علي إبراهيم طالب
وندسور    كندا
مجلة الحوادث   لندن
بريطانيا
رسائل إلى المحرر
رقم العدد    2828
الجمعة    14 ك٢
2011
اليوم هو الاحد الخامس عشر من شهر آب العام 2010 ، هو أيضاً اليوم الخامس من شهر رمضان المبارك  إعادة الله تعالى على جميع من يقرأ هذه الكلمات بالخير واليمن والبركات  انه سميع مجيب  الدعوات  .
عادت به الذاكرة إلى عشرين عاماً خلت عندما وطأت قدماه ارض هذه الارض الكندية يذكر اليوم التاريخ   جيدا   : التاسع عشر من شهر اذار ذلك العام ، وصلت طائرته الى تلك المدينة الكندية في تلك الأمسية الباردة قليلاً وسمع من احد الذين حضروا الى المطار لاستقباله ان اليوم التالي هو اول شهر رمضان المبارك فصافح الجميع وشكرهم على تحمل الحضور الى المطار لاستقباله بعد ذلك السفر الطويل من الوطن الغالي الى هذه الارض البعيدة ، وهنأهم  بحلول شهر الخير والمغفرة شهر رمضان المبارك .
يتذكر ذلك اليوم جيدا وكأنه حصل البارحة يا الهي عشرون شهر رمضان   وهو في هذه البلاد ، عشرون صيفا حارا وقائظا، عشرون شتاء مثلجا وقارساً إلى أبعد الحدود .
ما أسرع تلاحق الأيام والشهور والسنين ، كلها سنوات تمضي من أعمارنا ولا يعرف المرء ماذا يخبئ الغد له ولكن ما يعرفه ومتأكد منه تمام التأكيد ان كل حركة من حركات هذا الكون مهما صغرت او كبرت لا تحصل الا بإرادة الله تعالى الذي بيده كل الامور وهو المتحكم بكل شاردة وواردة في هذه الحياة شاء البعض وقبلوا بهذا الأمر أو عاندوا ورفضوا هذا المنطق .
كل شخص في هذه الحياة عنده تاريخ ميلاد معين منهم من يقيم الحفلات والاحتفالات الصاخبة في ذكرى ميلاده  ، وربما نسي هذا الشخص وفي غفلة من الزمن نفسه ان سنة كاملة انقضت من العمر بشكل عام ، بعض الناس الآخرين على النقيض من تلك الصورة الاحتفالية يكون موعد عيد ميلادهم ذكرى للتفكير ووقفة للتأمل وإعادة إرجاع ذلك الشريط من الذكريات ومحاسبة النفس الانسانية التي نحملها   : هل ارتكب هذا الشخص الآثام والموبقات ؟
هل هو راض كل الرضى عن مسيرة الضمير الذي يحمله ويعرف تمام المعرفة وبشعور داخلي انه لم يسيء الى احد ولو بكلمة عابرة من هنا او هناك ؟!
أقول واردد على الدوام ان كل فرد منا في هذه الحياة يقف امام المرآة عدة مرات في اليوم عندما يغادر المنزل ليتأكد من ملابسه وربما تسريحة الشعر فيا حبذا لو يقف المرء  منا ولو للحظات معدودة كل يوم امام مرآة الضمير الإنساني الذي نحمله داخلنا ، ويكون هو وحده المقياس الحقيقي لمشاعرنا ومنطق تعاملنا مع الآخرين في كل شاردة وواردة مهما كبرت أو صغرت فالأمر سيان .
ما اجمل ان نزين أعمالنا جميعها بأمر احد وأكيد وثابت وهو المحبة التي وحدها هي القيمة الانسانية الثابتة لأي إنسان يتمتع بإنسانيته الخاصة التي خص الله تعالى البشر بها دون باقي مخلوقاته وكائناته في هذه الحياة .
ان علينا ان نكون واقعيين وعندنا الجرأة الكافية لننتقد حتى انفسنا في حال الخطأ ، انها الشهامة بعينها .
هذا هو الانسان الحقيقي   بحق  .
                                            على الخير والمحبة والمودة الدائمة   والسلام استودعكم  الله   ولقاؤنا  معكم  يتواصل  من خلال هذا الموقع    والى اللقاء القريب  ان شاء  الله تعالى  .

                                              علي   ابراهيم   طالب
                                                وندسور    كندا
                                            للتواصل مع الكاتب عبر البريد الالكتروني
                                           : visionmag64 @Gmail.com
                                           الصفحة الشخصية على موقع الفيس بوك
                                          FACEBOOK PAGE :    ALI  IBRAHIM  TALEB
                                            الثلثاء   27               أب                2013
0 0 votes
Article Rating
Spread the love
Subscribe
Notify of
guest
0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
0
Would love your thoughts, please comment.x
()
x